Qawmi

Just another WordPress site

mike

تقديم وترجمة إبراهيم علوش

 

يقال بأن أصله سوري… لكن بغض النظر عن أصله فإنه يبقى، من الناحية الثقافية، عازفاً وملحناً ومغنياً وكاتب أغانٍ غربي ترعرع في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية منذ نعومة الأظفار، وعاش في لوس أنجلوس بالتحديد منذ عام 1990، حيث عمل في مجال الفن والموسيقى.

 مايكل هارت مغني وكاتب أغنية “لن نسقط” (من أجل غزة) لم يكن مغموراً بالضبط، وكان معروفاً في الدوائر والشركات الفنية السائدة بدرجة ما.  أغانيه الأخرى فيها قدر من المعالجات الجدية، غير المسييسة، ومن التأثيرات الموسيقية المتنوعة.  بيد أن “لن نسقط” التي أطلقها في بداية عام 2009 تضامناً مع غزة حققت له شهرة حقيقية وأذاعت اسمه في الآفاق عالمياً. 

 على موقع يوتيوب وحده مثلاًُ نجد في تاريخ 24/1/2009 أن حوالي 740 ألف زائر قد استمع لتلك الأغنية.  ويقول موقع مايكل هارت الرسمي على الإنترنت أنه تلقى أكثر من عشرة آلاف رسالة الكترونية أو بريدية أو اتصال تجاوباً مع أغنية “لن نسقط”. 

 وكان هارت ينوي أن يحول عائد الأغنية المالي لدعم أهالي غزة، لكنه عاد وحملها مجاناً على الإنترنت ليصغي إليها من يشاء، بلا عائد له، على أن يقوم المستمع على عاتقه بتقديم تبرع للغزيين.

 والحقيقة أن تلك الأغنية ليست جميلة فقط لأن كلماتها من صنف الغناء الملتزم، أو لأنها تمثل، كأغنية ملتزمة، حالة نادرة في عالم الموسيقى الأمريكية الدارجة، حالة أكثر ندرة لأنها متضامنة مع قضية عربية – لا أقل – ، بل هي أغنية جميلة كقطعة فنية بحد ذاتها في لحنها وصوت مغنيها هارت، وفي قدرته على إيصال رسالته ليس فقط بكلمات أغنيته، بل بأدواته الفنية…

 وفي نهاية الأغنية يُدخِل مايكل هارت نزراً قليلاً من العود والدف، على أغنية تصنف في فئة “الروك” الخفيف بالأساس، مما يضفي ملاحظة موسيقية شرقية على بنيتها الغربية يختم بها رسالته السياسية المتضامنة مع غزة.

 صوت هارت في الأغنية يناشد، لكن بعزة نفس، ويدين، دون أن يفقد تمالك أعصابه، وينشد من الأعماق… فيصيب الأعماق.

 We will not go down (Song for Gaza)

 

وما يلي ترجمتي الخاصة لأغنية “لن نسقط” (أغنية من أجل غزة) لمايكل هارت:

 

وميض يعمي من النور الأبيض

أضاء السماء فوق غزة الليلة.

والناس يتراكضون بحثاً عن ملجأ

لا يعرفون إن كانوا أحياء أم أموات.

 

لقد جاؤوا بدباباتهم وطائراتهم

وبألسنة لهبٍ مدمرة

ولم يبقَ شيء خلفهم

سوى صوت يتصاعد من سديم الدخان:

 

نحن لن نسقط

في عتمة الليل، بلا قتال.

بإمكانكم أن تحرقوا مساجدنا وبيوتنا ومدارسنا

لكن روحنا لن تنطفئ أبداً.

نحن لن نسقط في غزة الليلة…

 

النساء والأطفال، سواء بسواء

يُقتلون ويجزرون ليلة إثر ليلة

بينما القادة المزعومون لبلدانٍ بعيدة

يتناظرون من المخطئ ومن المصيب.

 

لكن كلماتهم العاجزة كانت بلا جدوى

إذ تساقطت القنابل كالمطر الحمضي.

لكنك من ثنايا الدموع والدماء والألم،

لا تزال تسمع ذاك الصوت يتصاعد من سديم الدخان:

 

نحن لن نسقط

في عتمة الليل، بلا قتال.

بإمكانكم أن تحرقوا مساجدنا وبيوتنا ومدارسنا

لكن روحنا لن تنطفئ أبداً.

نحن لن نسقط في غزة الليلة…

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *