Qawmi

Just another WordPress site

اليكم مختارات من الشعر العروبي



يوسف العظم شاعر الأقصى :

استحق الشاعر يوسف العظم على مدى عمره لقب شاعر الأقصى فلقد أولى القضية الفلسطينية أكبر الاهتمام وجعل الأقصى نصب عينيه، فكانت كلماته المعبرة عن جرحنا في القدس، وكانت أناشيده تنتشر بين أشبال الأقصى كالطيف تُغنى ويهتز لها القلب من قوتها وصدقها وفي ديوانه ( في رحاب الأقصى ) الذي صدر عام 1970 أكبر دليل على أنه كان شاعر الأقصى بحق ، يقول في إحدى قصائده :

يا قدس يا محراب يا مسجدُ                         يا درة الأكوان يا فرقـــدُ

سفوحك الخُضرُ ربوع المُنى                       وتربك الياقوت والعسجــدُ

كم رتلـت في أفــقــها آيــــة                       وكم دعانا للهدى مرشد

أقدام عيـــسى باركت أرضها                      وفي سماها قد سرى أحمد

أبعـد وجـه مشـرق بـالتـقـى                        يطل وجه كـالـــح أســـــود

وبعد ليث في عـرين الثـرى                        يحل كلـــب راح يســتأســـد
وبعد شــعـب دينـه رحـمــة                         يحل مـــن وجدانـــه يحــقد

يا أفرع الزيتون في قدسنـا                          كم طاب في أفيائها الموعـدُ

إن مزق الغاصب أرحــامنا                        وقومنا في الأرض قد شُردوا

فما لنا غير هتــاف الـعُلـى                         إنا لغيـر الله لا نــسـجــــدُ

تبارك القدس وما حولها                             وصخرة القدس بنا تهتف

يا قدس يا محراب يا منبر يا نور يا إيمان يا عنبر
أقدام من داست رحاب الهدى ووجه من في ساحها أغبر
وكف من تزرع أرضي وقد حنا عليها ساعدي الأسمر
من لوث الصخرة تلك التي كانت بمسرى أحمد تفخر

صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي    675 -750هـ / 1276 – 1349 م
عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي.
شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق.
انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد.
له (ديوان شعر)، و(العاطل الحالي: رسالة في الزجل والموالي) ، و(الأغلاطي)، معجم للأغلاط اللغوية و(درر النحور)، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و(صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء)، و(الخدمة الجليلة، رسالة في وصف الصيد بالبندق)

صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي: سَلي الرّماحَ العَوالي عن معالينا

سَلي الرّماحَ العَوالي عن معالينا،

واستشهدي البيضَ هل خابَ الرّجا فينا

وسائلي العُرْبَ والأتراكَ ما فَعَلَتْ

في أرضِ قَبرِ عُبَيدِ اللَّهِ أيدينا

لمّا سعَينا، فما رقّتْ عزائمُنا

عَمّا نَرومُ، ولا خابَتْ مَساعينا

قومٌ إذا استخصموا كانوا فراعنةً،

يوماً، وإن حُكّموا كانوا موازينا

إذا ادّعَوا جاءتِ الدّنيا مُصَدِّقَة ً،

وإن دَعوا قالتِ الأيّامِ: آمينا

ذلّوا بأسيافِنا طولَ الزّمانِ، فمُذْ

تحكّموا أظهروا أحقادَهم فينا

فيَا لها دعوة في الأرضِ سائرةٌ

قد أصبحتْ في فمِ الأيامِ تلقينا

إنّا لَقَوْمٌ أبَتْ أخلاقُنا شَرفاً

أن نبتَدي بالأذى من ليسَ يوذينا

بِيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا،

خِضرٌ مَرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا

لا يَظهَرُ العَجزُ منّا دونَ نَيلِ مُنى ً،

ولو رأينا المَنايا في أمانينا

عَزائِمٌ كالنّجومِ الشُّهبِ ثاقِبَة ٌ

ما زالَ يُحرِقُ منهنّ الشيّاطِينا

كم من عدوِّ لنَا أمسَى بسطوتِهِ،

يُبدي الخُضوعَ لنا خَتلاً وتَسكينا

حافظ إبراهيم  (24 فبراير 1872 – 21 يونيو 1932 م)

محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس المشهور باسم حافظ إبراهيم شاعر مصري ذائع الصيت. عاشر أحمد شوقي ولقب بشاعر النيل وبشاعر الشعب.

ولد حافظ إبراهيم على  في ديروط من محافظة أسيوط من أب مصري وأم تركية. توفي والداه وهو صغير. وقبل وفاتها، أتت به أمه إلى القاهرة حيث نشأ بها  يتيماً تحت كفالة خاله الذي كان ضيق الرزق حيث كان يعمل مهندساً في مصلحة التنظيم. ثم انتقل خاله إلى مدينة طنطا وهنالك أخذ حافظ يدرس في الكتاتيب.

عمل بمكتب المحام محمد أبو شادي، أحد زعماء ثورة 1919، وهناك اطلع على كتب الأدب وأعجب بالشاعر محمود سامي البارودي. وبعد أن عمل بالمحاماة لفترة من الزمن، التحق حافظ إبراهيم بالمدرسة الحربية في عام 1888 م وتخرج منها في عام 1891 م ضابط برتبة ملازم ثان في الجيش المصري وعين في وزارة الداخلية. وفي عام 1896 م أرسل إلى السودان مع الحملة المصرية إلى أن الحياة لم تطب له هنالك، فثار مع بعض الضباط. نتيجة لذلك، فأحيل حافظ على الإستيداع بمرتب ضئيل.
كان حافظ إبراهيم أحدى أعاجيب زمانه، ليس فقط فى جزالة شعره بل فى قوة ذاكرته التي قاومت السنين ولم يصيبها الوهن والضعف على مر 60 سنة هي عمره. ومن أروع المناسبات التي أنشد حافظ إبراهيم فيها شعره بكفاءة هي حفلة تكريم أحمد شوقي ومبايعته أميراً للشعر فى دار الأوبرا. حيث قال:

بلابل وادي النيل بالشرق اسجعي                   بشعر أمير الدولتين ورجِّعي
أعيدي على الأسماع ما غردت به                  براعة شوقي في ابتداء ومقطع
أمير القوافي قد أتيت مبايعًا              وهذي وفود الشرق قد بايعت معي

حافظ إبراهيم  يدافع عن اللغة العربية:

رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي

وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي

رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني

عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي

وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي

رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي

وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً

وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ

فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ

وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ

أنا البحر في أحشائه الدر كامن

فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي

فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني

ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي

فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني

أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي

أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً

فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ

سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة أَعْظُماً

يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي

أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاً

مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناةٍ

وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّة ً

فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي

أَيهجُرنِي قومِي-عفا الله عنهمُ

إلى لغة ٍ لمْ تتّصلِ برواة ِ

سَرَتْ لُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى

لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ

فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعة ً

مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ

إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ

بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي

فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ في البِلى

وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي

وإمّا مَماتٌ لا قيامَة َ بَعدَهُ

مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْ بمماتِ

علي محمود طه:

ولد الشاعر علي محمود طه لأسرة ميسورة الحال، وهو من مواليد مدينة المنصورة عام 1902، تعلم في الكُتّاب ودخل المدرسة الإبتدائية والتحق بمدرسة الفنون التطبيقية ودرس فيها الهندسة، تخرج سنة 1924 وعمل موظفا بهندسة المباني بمدينته، ثم عمل موظفاً بوزارة التجارة ومديراً لمكتب الوزير فسكرتارية مجلس النواب ثم وكيلاً لدار الكتب.
بدأ في نشر قصائده في الصحف ونشرت أول قصيدة له في مجلة “السفور” سنة 1918 وكان عمره وقتها 16 عاماً.
أصبح علي محمود طه علماً من أعلام مدرسة “أبوللو” التي أرست أسس الرومانسية في الشعر العربي، ومن أعلامها أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وإبراهيم ناجي. لكنه كان في الوقت نفسه يحقق المثل الأعلى الذي كان ينادي به شعراء مدرسة الديوان ومن فرسانها العقاد وشكري والمازني.
تعددت أسفاره إلى الخارج وأتقن عدة لغات أجنبية، تعتبر قصيدة فلسطين من أعظم ما كتب الشاعر، وافاه الأجل في 17/11/1949 عن 47 عاما.

علي محمود طه:  فلسطين

أخي، جاوز الظالمون المـدى                     فحقَّ الجهادُ، وحقَّ الفـِدا

أنتركهُمْ يغصبونَ العُروبــةَ                        مجد الأبوَّةِ والســـؤددا؟

وليسوا بِغَيْرِ صليلِ السيـوفِ                       يُجيبونَ صوتًا لنا  أو  صدى

فجرِّدْ حسامَكَ من غمــدِهِ                           فليس لهُ، بعدُ، أن  يُغمـدا

أخي، أيهـــا العربيُّ الأبيُّ                         أرى اليوم موعدنا لا الغـدا

أخي، أقبل الشرقُ في أمــةٍ                        تردُّ الضلال وتُحيي الهُـدى

أخي، إنّ في القدسِ أختًا لنـا                       أعدَّ  لها الذابحون المُــدى

صبرنا على غدْرِهم قادرينــا                      و كنا لَهُمْ قدرًا مُرصــدًا

طلعْنا عليهم طلوع المنــونِ                       فطاروا هباءً، وصاروا سُدى

أخي، قُمْ إلى قبلة المشرقيْـن                       لنحمي الكنيسة والمسجـدا

أخي، قُمْ إليها نشقُّ الغمـار                                    دمًا قانيًا و لظى مرعــدا

أخي، ظمئتْ للقتال  السيوفُ                      فأوردْ شَباها الدم المُصعـدا

أخي، إن جرى في ثراها  دمي                   وشبَّ الضرام بها موقــدا

ففتِّشْ على مهجـــةٍ حُرَّة                            أبَتْ أن يَمُرَّ عليها العِــدا

وَخُذْ راية الحق من قبضــةٍ                        جلاها الوَغَى، و نماها النَّدى

وقبِّل شهيدًا على أرضهـــا                                    دعا باسمها الله و استشهـدا

فلسطينُ يفدي حِماكِ الشبابُ                       وجلّ الفدائي و المُفتــدى

فلسطين تحميكِ منا الصـدورُ                      فإمًا الحياة و إمــا الرَّدى

نبذة عن حياة الشاعر إبراهيم طوقان (1905م -1941م)

وُلدَ الشاعرُ إبراهيمُ عبد الفتاح طوقان في قضاءِ نابلس بفلسطين سنة 1905 م وهو ابن لعائلة طوقان الثرية, تلقى دروسه الإبتدائية في المدرسة الرشيدية في نابلس ، وكانت هذه المدرسة تنهج نهجاً حديثاً مغايراً لما كانت عليه المدارس في أثناء الحكم التركي ؛ وذلك بفضل أساتذتها الذين درسوا في الأزهر ، وتأثروا في مصر بالنهضة الأدبية والشعرية الحديثة، ثم أكملَ دراسَتَه الثانوية بمدرسة المطران في الكلية الإنجليزية في القدس عام 1919 حيث قضى فيها أربعة أعوام ،  وتتلمذ على يد “نخلة زريق” الذي كان له أثر كبير في اللغة العربية والشعر القديم على إبراهيم، بعدها التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت سنة 1923 ومكث فيها ست سنوات نال فيها شهادة الجامعة في الآداب عام 1929م ، ثم عاد ليدرّس في مدرسة النجاح الوطنية بنابلس .

انتقل للتدريس في الجامعة الأمريكية وعَمِلَ مدرساً للغة العربية في العامين (1931 – 1933 ) ثم عاد بعدها إلى فلسطين، وفي العام 1936 تسلم القسم العربي في إذاعة القدس وعُين مُديراً للبرامجِ العربية، وأقيل من عمله من قبل سلطات الإنتداب عام 1940. ثم انتقل إلى العراق وعملَ مدرساً في مدرسة دار المعلمين ، ثم عاجله المرض فعاد مريضاً إلى وطنه .

كان إبراهيم مهزول الجسم ، ضعيفاً منذ صغره ، نَمَت معه ثلاث علل حتى قضت عليه ، اشتدت عليه وطأة المرض حيث توفي في مساء يوم الجمعة 2 أيار عام 1941م . وهو في سن الشباب لم يتجاوز السادسة والثلاثين من عمره .

نُشر ديوانه بعد وفاته تحت عنوان: ” ديوان إبراهيم طوقان”.

تفاؤل و أمل – إبراهيم طوقان

كفكفْ دموعَكَ، ليس يَنْـ

ـفَعُكَ البكاءُ ولا العويلُ

وانهضْ ولا تشكُ الزَّما

نَ، فما شكا إلا الكسول

واسلكْ بهمّتكَ السَّبِيـ

ـلَ، ولا تقلْ كيف السبيل

ما ضلّ ذو أملٍ سعى

يوماً وحكمتُه الدليل

كلاَّ، ولا خاب امرؤٌ

يوماً ومَقصدُه نبيل

أفنيتَ يا مسكينُ عُمْـ

ـرَكَ بالتأوُّه والحَزَنْ

وقعدتَ مكتوفَ اليَدَيْـ

ـنِ، تقولُ: حاربني الزمن

ما لم تقم بالعبء أَنْـ

ـتَ، فمن يقوم به إذن ؟

****

كم قلتَ: «أمراضُ البلا

دِ»؛ وأنتَ من أمراضها

والشؤمُ عِلّتُها: فهلْ

فتّشتَ عن أعراضها ؟

يا مَن حملتَ الفأسَ تَهْـ

ـدِمُها على أنقاضها

اقعدْ فما أنتَ الذي

يسعى إلى إنهاضها

وانظرْ بعينيكَ الذّئا

بَ تعبّ في أحواضها

وطنٌ يُبـاع ويُشتــرى

وتصيحُ : »فَلْيحيَى الوطنْ

لو كنتَ تبغي خيرَهُ

لبذلتَ من دمكَ الثمن

ولقمتَ تضمد جرحَــهُ

لو كنـتَ مـن أهل الفِطَن

أضحى التشاؤمُ في حَدِيْـ

ـثِكَ بالغريزة والسليقَهْ

مثلَ الغُرابِ، نعى الديا

رَ وأسمعَ الدنيا نعيقَه

تلك الحقيقةُ، والمريـ

ـضُ القلبِ تجرحُه الحقيقه

أملٌ يلوحُ بريقُهُ

فاستهدِ يا هذا بريقه

ما ضاق عيشُـكَ لو سعَيْـ

ـتَ له، ولوْ لم تشكُ ضِيقه

لكنْ توهّمتَ السَّقا

مَ، فأسقمَ الوهمُ البدنْ

وظننتَ أنّكَ قد وهَنْـ

ـتَ، فدبّ في العظم الوَهَن

والمرءُ يُرهبه الردى

ما دام ينظرُ للكفن

****

اللهَ ثُمّ اللهَ ما أحلى

التضامنَ والوفاقا

بُوركتَ مُؤتَمراً تَألْـ

ـلَفَ ، لا نزاعَ ولا شِقاقا

كم من فؤادٍ راق فِيْـ

ـهِ، ولم يكنْ من قبلُ راقا

اليومَ يشربُ موطني

كأسَ الهناءِ لكم دِهاقا

لا تعبأوا بمشاغبيـ

ـنَ، تَرَوْنَ أوجهَهم صِفاقا

لا بدَّ من فئةٍ – أُجِلْـ

ـلُكُمُ – تَلَذّ لها الفِتَنْ

تلك النفوسُ من الطُّفُو

لةِ، أُرضِعتْ ذاك اللبن

نشأتْ على حُبِّ الخِصا

مِ، وبات يرعاها الضَّغَن

****

لا تحفِلوا بالمرجفيـ

ـنَ، فإنَّ مطلبهم حقيرُ

حبُّ الظهورِ على ظُهو

رِ الناسِ منشأه الغرور

ما لم يكنْ فضلٌ يَزيـ

ـنُكَ، فالظهورُ هو الفجور

سِيروا بعون اللهِ؛ أَنْـ

ـتُمْ ذلك الأملُ الكبير

سيروا فقد صفتِ الصُّدو

رُ؛ تباركتْ تلك الصدور

سِيروا فسنّتُـكم لخَيْـ

ـرِ بلادكم خيرُ السُّنَنْ

شُدّوا المودّةَ والتَّآ

لُفَ والتفاؤلَ في قَرَن

لا خوفَ إن قام البِنا

ءُ على الفضيلةِ وارتكن

****

حَيِّ الشبابَ وقلْ سَلا

ماً إنكم أملُ الغدِ

صحَّتْ عزائمكم على

دفعِ الأثيم المعتدي

واللهُ مدَّ لكم يداً

تعلو على أقوى يد

وطني أزفُّ لكَ الشبا

بَ، كأنه الزَّهرُ الندي

لا بد َّمن ثمرٍ لَه

ُ يوماً وإنْ لم يَعْقِد

ريحانُه العِلمُ الصَّحِيـ

ـحُ، وروحُه الخُلُقُ الحَسَنْ

وطني، وإنَّ القلب يا

وطني بحبّكَ مُرتَهن

لا يطمئنُّ، فإنْ ظفر

ْ تَ بما يريد لكَ اطمأن

الشهيد – إبراهيم طوقان

عبس الخطبُ فابتسمْ

وطغى الهولُ فاقتحمْ

رابطَ الجأشِ والنُّهى

ثابتَ القلبِ والقدم

لم يُبالِ الأذى ولم

يَثْنِه طارئُ الألم

نفسُه طوْعُ همّةٍ

وجمتْ دونها الهِمم

تلتقي في مزاجها

بالأعاصير والحُمم

تجمعُ الهائجَ الخِضَمْ

مَ إلى الراسخ الأشم

وَهْي من عنصر الفدا

ءِ، ومن جوهر الكرم

ومن الحقِّ جذوةٌ

لفحُها حرَّرَ الأُمم

سارَ في منهج العُلا

يطرُقُ الخُلْدَ منزلا

لا يبالي، مُكبَّلا

ناله أمْ مُجَدَّلا

فَهْو رهنٌ بما عزم

****

ربّما غاله الرَّدى

وَهْو بالسجن مُرتهَن

لم يُشيَّعْ بدمعةٍ

من حبيبٍ ولا سَكَن

رُبّما أُدرِجَ التُّرا

بَ سليباً من الكفن

لستَ تدري: بطاحُها

غيّبتْهُ أَمِ القُنن

لا تقلْ أين جسمُهُ

واسمُه في فم الزمن

إنه كوكبُ الهدى

لاح في غيهب المحن

أَرسلَ النورَ في العيو

نِ، فما تعرفُ الوسن

ورمى النارَ في القلو

بِ، فما تعرفُ الضَّغَن

أيُّ وجهٍ تَهلّلا

يَرِدُ الموتَ مُقْبِلا

صعَّد الرُّوحَ مُرسِلا

لحنَه يُنْشِدُ الملا

أنا للّه والوطنْ

الفدائي – إبراهيم طوقان

لاتَسَـــل عَـن سَلامَته رُوحُـهُ فَــوقَ راحَتـِـــه
بَــدَّلتـــــــهُ هُمُـــومُـــه كفنَــــاً مِــن وِسادَتِــه
يَرقُــبُ السَّــــاعَةَ   التيي بَعــدَها هَـولُ ساعَتـِه
شاغِلٌ فكرُ مَن يَرا….. ه بإطــراقِ هــامَتـِــــه
بَيــنَ جَنبـــــــهِ خافِـقٌ يَتَـلَظَّـــى بِـغــايتِــــــه
مَن رَأى فَحمَةَ الدُّجى أُضـرمَت مِن شَرارتِــه
حَمَّـــلَتـهُ جَهَــنَّــــــــمٌ طَــرَفا مِـــن رِسالَتـــه
هُـوَ بِالبــابِ واقِـــــفٌ وَ الــرَّدى مِنـهُ خــائِف
فَاهدَأي يا عَواصِـــفُ خَجَـــلاً مِن جَراءَتِـــــه
******
صــامِتٌ لَو تَكَلَّــــــما لَفَــظَ النَّــارَ وَ الـــدَّمــا
قُـل لِمَن عابَ صَمتَه خُـلِقَ الحَـــزمُ أبكَـــما
وَ أخُــو الحَزمِ لَم تَزل يـَده تَسبـِــقُ الفَــــما
لاتَلــــوموه، قـَـد رَأى مَنــهَجَ الحَــقِّ مُظلــما
وَ بـِـــلادَاً أحَبـَّــــــــها ركنـُــها قَــد تَهَــدَّمَـــــا
وَ خُصُـــوماً بِبَغيــهِم ضَجَّتِ الارضُ وَ السَّـما
مَرَّ حينٌ، فَكــادَ يقتله اليـــأسُ، إنَّمــــا …
هُــوَ بِالبــابِ واقِــــفٌ وَ الرَّدى مِنــــهُ خـــائف
فَاهــدَأي يا عَواصِـفُ خَجـــلاً مِـن جَـراءَتِــــه

مَــوطِــنــي – إبراهيم طوقان

مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي
الجـلالُ والجـمالُ والسَّــنَاءُ والبَهَاءُ
فـــي رُبَــاكْ فــي رُبَـــاكْ

والحـياةُ والنـجاةُ والهـناءُ والرجـاءُ
فــي هـــواكْ فــي هـــواكْ

هـــــلْ أراكْ هـــــلْ أراكْ
سـالِماً مُـنَـعَّـماً وَ غانِـمَاً مُـكَرَّمَاً

هـــــلْ أراكْ فـي عُـــلاكْ
تبـلُـغُ السِّـمَـاكْ تبـلـغُ السِّـمَاك
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي

مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
الشبابُ لنْ يكِلَّ هَمُّهُ أنْ تستَقِـلَّ أو يَبيدْ
نَستقي منَ الـرَّدَى ولنْ نكونَ للعِــدَى
كالعَـبـيـــــدْ كالعَـبـيـــــدْ

لا نُريــــــدْ لا نُريــــــدْ
ذُلَّـنَـا المُـؤَبَّـدا وعَيشَـنَا المُنَكَّـدا
لا نُريــــــدْ بـلْ نُعيــــدْ
مَـجـدَنا التّـليـدْ مَـجـدَنا التّليـدْ
مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي

مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
الحُسَامُ و اليَـرَاعُ لا الكـلامُ والنزاعُ
رَمْــــــزُنا رَمْــــــزُنا
مَـجدُنا و عـهدُنا وواجـبٌ منَ الوَفا
يهُــــــزُّنا يهُــــــزُّنا

عِـــــــزُّنا عِـــــــزُّنا
غايةٌ تُـشَــرِّفُ و رايـةٌ ترَفـرِفُ
يا هَـــنَــاكْ فـي عُـــلاكْ
قاهِراً عِـــداكْ قاهِـراً عِــداكْ
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي

إلى بائعي البلاد – إبراهيم طوقان
باعوا التراب إلى أعدائهم طمعا
بالمال لكنما أوطانهم باعوا

قد يعذرون لو أن الجوع أرغمهم
والله ما عطشوا يوما ولا جاعوا

وبُلغَة العار عند الجوع تلفظُها
نفسٌ لها عن قبول العار ردّاعُ

تلك البلاد إذا قلتَ: اسمها وطن
لا يفهمون ودون الفهم أطماعُ
*****
أعداؤنا منذ أن كانوا )صيارفة (
ونحن منذ هبطنا الأرض)زراعُ (

لم تعكسوا آية الخلاق بل رجعت
إلى اليهود بكم قربى وأطباعُ

يا بائع الارض لم تحفل بعاقبة
ولا تعلمت أن الخصم خداعُ

لقد جنيت على الأحفاد والهفي
وهم عبيدٌ وخدامٌ وأتباعُ!

وغرّك الذهب اللماع تحرزه
إن السراب كما تدريه لماعُ

فكر بموتك في أرضٍ نشأت بها
واترك لقبرك أرضا طولها باعُ

نبذة عن حياة الشاعر توفيق زياد (1929م -1994م)

ولد توفيق أمين زيَّاد في مدينة الناصرة في السابع من أيار عام 1929 م، تعلم في المدرسة الثانوية البلدية في الناصرة، وهناك بدأت تتبلور شخصيته السياسية وبرزت لديه موهبة الشعر ، ثم ذهب إلى موسكو ليدرس الأدب السوفييتي، شارك طيلة السنوات التي عاشها في حياة الفلسطينيين السياسية في إسرائيل، وناضل من أجل حقوق شعبه.

شغل منصب رئيس بلدية الناصرة ثلاث فترات انتخابية (1975 – 1994)، وكان عضو كنيست في ست دورات عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي ومن ثم عن القائمة الجديدة للحزب الشيوعي وفيما بعد عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، رحل توفيق زياد نتيجة حادث طرق مروع وقع في الخامس من تموز من عام 1994 وهو في طريقه لاستقبال ياسر عرفات عائداً إلى أريحا بعد إتفاقيات أوسلو.

أعماله الشعرية :

الأعمال الشعرية الكاملة. يشمل ثلاثة دواوين : أشدّ على أياديكم، ادفنوا موتاكم وانهضوا، أغنيات الثورة والغضب. أم درمان المنجل والسيف والنغم, شيوعيون، كلمات مقاتلة، عمان في أيلول،  تَهليلة الموت والشهادة. سجناء الحرية وقصائد أخرى ممنوعة

أناديكم – توفيق زياد

أناديكم

أشد على أياديكم..

أبوس الأرض تحت نعالكم

وأقول: أفديكم

وأهديكم ضيا عيني

ودفء القلب أعطيكم

فمأساتي التي أحيا

نصيبي من مآسيكم.

أناديكم

أشد على أياديكم..

أنا ما هنت في وطني ولا صغرت أكتافي

وقفت بوجه ظلامي

يتيما، عاريا، حافي

حملت دمي على كفي

وما نكست أعلامي

وصنت العشب الأخضر فوق قبور أسلافي

أناديكم… أشد على أياديكم!!

فلتسمع كل الدنيا توفيق زياد

فلتسمع كل الدنيا … فلتسمع

سنجوع .. ونعرى

قطعا .. نتقطع

ونسفّ ترابك

يا أرضا تتوجع

ونموت .. ولكن لن نركع

سنموت .. ولكن لن نركع

لن يسقط من أيدينا

علم الأحرار المشرع

لن يبقى منا حتى طفل يرضع

سنموت .. ولكن لن نركع

للقوة .. للفانتوم … للمدفع

لن نخضع

لن يخضع منا

حتى طفل يرضع

يا شعبي يا عود الند – توفيق زياد

يا شعبي يا عود الند

يا اغلى من روحي عندي

إنا باقون على العهد

إنا باقون

لن نرضى عذاب الزنزانة

وقيود الظلم وقضبانه

ونقاس الجوع وحرمانه

إلا لنفك وثاق القمر المصلوب

ونعيد إليك الحق الحق المسلوب

ونطول الغد من ليل الأطماع

حتى لا تشرى لا تشرى وتباع

حتى لا يبقى الزورق دون شراع

يا شعبي يا عود الند

يا اغلى من روحي عندي

إنا باقون على العهد

إنا باقون

نبذة عن حياة الشاعر أحمد شوقي:

ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في (20 من رجب 1287 هـ = 16 من أكتوبر 1870م) لأب شركسي وأم من أصول يونانية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية ثم التحق بمدرسة الحقوق وهو  في الخامسة عشرة من عمره وانتسب إلى قسم الترجمة
وبعد عامين أرسله الخديوي توفيق على نفقته الخاصة إلى فرنسا، فالتحق بجامعة “مونبلييه” لمدة عامين لدراسة القانون، ثم انتقل إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته حتى حصل على إجازة الحقوق سنة 1893م، ثم مكث أربعة أشهر قبل أن يغادر فرنسا في دراسة الأدب الفرنسي دراسة جيدة ومطالعة إنتاج كبار الكتاب والشعر.
عاد شوقي إلى مصر  فعيّنه الخديوي عباس حلمي بقسم الترجمة في القصر، ثم ما لم لبث أن توثَّقت علاقته بالخديوي الذي رأى في شعره عونًا له في صراعه مع الإنجليز، فقرَّبه إليه بعد أن ارتفعت منزلته عنده وظل شوقي يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عن عرش مصر وطلبوا من الشاعر مغادرة البلاد، فاختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا وهناك تعلم لغتها، وأنفق وقته في قراءة كتب التاريخ، خاصة تاريخ الأندلس، وعكف على قراءة عيون الأدب العربي قراءة متأنية، وزار آثار المسلمين وحضارتهم في إشبيلية وقرطبة وغرناطة،  فنظم قصيدته “الرحلة إلى الأندلس”، وهي معارضة لقصيدة البحتري التي يصف فيها إيوان كسرى، تحدّث فيها عن مصر ومعالمها، وبثَّ حنينه وشوقه إلى رؤيتها، كما تناول الأندلس وآثارها الخالدة وزوال دول المسلمين بها، ومن أبيات القصيدة التي تعبر عن ذروة حنينه إلى مصر قوله:
أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس
وطني لو شُغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي

عاد شوقي إلى الوطن في سنة (1920م)، واستقبله الشعب استقبالاً رائعًا، جاءت عودته بعد أن قويت الحركة الوطنية واشتد عودها بعد ثورة 1919م،  فمال شوقي إلى جانب الشعب،  وتغنَّى في شعره بعواطف قومه وعبّر عن آمالهم في التحرر والاستقلال والنظام النيابي والتعليم وأصبح شاعر الشعب المصري وامتد شعر شوقي بأجنحته ليعبر عن آمال العرب وقضاياهم ومعاركهم ضد المستعمر، فنظم ” في نكبة دمشق” في ذكرى استقلال سوريا وذكرى شهدائها، التي سجّل فيها أحداث الثورة التي اشتعلت في دمشق ضد الاحتلال الفرنسي.
بذلك أصبح شوقي شاعر الأمة المُعبر عن قضاياها، لا تفوته مناسبة وطنية إلا شارك فيها بشعره، وقابلته الأمة بكل تقدير وأنزلته منزلة عالية، وبايعه شعراؤها بإمارة الشعر سنة ( 1927م) وقد حضر الحفل وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه.

في نَكْبَةُ دِمَشْق – أحمد شوقي

ســلامٌ مــن صَبــا (بَرَدَى) أَرقُّ

ودمــعٌ لا يُكَفْكَــفُ يــا دِمَشْــقُ

ومعـــذِرة اليَرَاعـــةِ والقــوافي

جـلالُ الـرُّزْءِ عـن وَصْـفٍ يَـدِقُّ

وبــي ممــا رَمَتْــكِ بـهِ الليـالي

جراحــاتٌ لهـا فـي القلـب عُمْـقُ

دخــلتكِ والأَصيــلُ لــه ائـتلاقٌ

ووجــهُك ضـاحكُ القسـماتِ طَلْـقُ

وتحــتَ جِنــانِك الأَنهـارُ تجـري

ومِــــلْءُ رُبـــاك أَوراقٌ ووُرْقُ

وحــولي فتيــةٌ غُــرٌّ صِبــاحٌ

لهــم فـي الفضـلِ غايـاتٌ وسَـبْقُ

لحاهـــا اللــهُ أَنبــاءً تــوالتْ

عــلى سَــمْعِ الــوليِّ بمـا يَشُـقُّ

تكــادُ لروعــةِ الأَحــداثِ فيهــا

تُخـالُ مـن الخُرافـةِ وَهْـي صِـدْقُ

وقيــل: معــالمُ التــاريخ دُكَّــت

وقيــل: أَصابهــا تلــفٌ وحَـرقُ

أًلسـتِ – دِمَشـقُ – للإِسـلام ظِـئْرًا

ومُرْضِعَـــةُ الأُبُـــوَّةِ لا تُعَــقُّ؟

صــلاَحُ الـدين; تـاجُك لـم يُجَـمَّل

ولــم يُوسَــم بــأَزين منـه فَـرْقُ

وكـلُّ حضـارةٍ فـي الأَرض طـالتْ

لهــا مـن سَـرْحِكِ العُلْـوِيِّ عِـرْقُ

سـماؤكِ مـن حُـلَى المـاضي كتـابٌ

وأَرضُــك مـن حـلى التـاريخ رقُّ

لـــه بالشــامِ أَعــلامٌ وعُــرْسٌ

بشــــائرُه بــــأَندلُسٍ تـــدَقُّ

ربـاعُ الخـلدِ – وَيْحَـكِ – ما دَهاها؟

أَحــقٌّ أَنهــا دَرَســتْ? أَحَــقُّ؟

سَــلِي مَـنْ راعَ غِيـدَك بعـدَ وَهْـنٍ

أَبيْــن فــؤادِه والصخــرِ فَـرْقُ؟

وللمســـتعمرِين – وإِن أَلانـــوا –

قلـــوبٌ كالحجـــارةِ, لا تَــرِقُّ

إِذا مــا جــاءَه طُــلاَّبُ حَــقٍّ

يقــول: عصابــةٌ خرجـوا وشَـقُّوا

دَمُ الثُّـــوارِ تعرفُـــه فرنســـا

وتعلـــم أَنـــه نـــورٌ وحَــقُّ

جــرى فــي أَرضِهـا, فيـه حيـاةٌ

كمُنْهَـــلِّ الســماءِ, وفيــه رزقُ

بـــلادٌ مـــاتَ فِتْيَتُهــا لِتحْيــا

وزالـــوا دونَ قـــومِهمُ ليبقُــوا

وحُــرِّرَت الشــعوبُ عـلى قَناهـا

فكــيف عــلى قناهــا تُسْـتَرَقُّ؟

بنــى ســورِيَّةَ, اطَّرِحـوا الأَمـاني

وأَلْقُــوا عنكــمُ الأَحــلامَ, أَلْقُـوا

فمِــنْ خُــدَعِ السياسـة أَن تُغَـرُّوا

بأَلقـــاب الإِمـــارةِ وهْــيَ رِقُّ

نَصَحْــتُ ونحــن مخــتلفون دارًا

ولكــنْ كلُّنــا فــي الهـمِّ شـرقُ

ويجمعنـــا إِذا اخـــتلفت بــلادٌ

بيــانٌ غــيرُ مخــتلفٍ ونُطْــقُ

وقفتــم بيــن مــوتٍ أَو حيــاةٍ

فــإِن رمْتـم نعيـمَ الدهـر فاشْـقُوا

وللأَوطــانِ فــي دَمِ كــلِّ حُــرٍّ

يَـــدٌ ســلفتْ وديْــنٌ مُســتحِقُّ

ومــن يَســقي ويَشــربُ بالمنايـا

إِذا الأَحــرارُ لـم يُسـقَوا ويَسـقُوا؟

ولا يبنـــي الممــالكَ كالضحايــا

ولا يُـــدني الحــقوقَ ولا يُحِــقُّ

ففـــي القتــلى لأَجيــالٍ حيــاةٌ

وفـي الأَسْـرَى فِـدًى لهمـو وعِتْـقُ

وللحريـــةِ الحـــمراءِ بـــابٌ

بكـــلِّ يَـــدٍ مُضَرَّجَــةٍ يُــدَقُّ

عمر المختار – أحمد شوقي

رَكَـزُوا رُفـاتَكَ فـي الرّمـال لِـواءَ

يَســتنهضُ الـوادي صبـاحَ مَسـاءَ

يـا وَيْحَـهم! نصبـوا مَنـارًا مـن دمٍ

تُوحِــي إِلـى جـيل الغـدِ البَغْضـاءَ

مـا ضـرَّ لـو جَـعلوا العَلاقَة في غدٍ

بيــن الشــعوب مَــوَدَّةً وإِخـاءَ?

جُـرْحٌ يَصيـحُ عـلى المدَى, وضَحِيَّةٌ

تتلمَّسُ الحريَّـــــةَ الحــــمراءَ

فتحــوا الشَّــمالَ: سُـهولَهُ وجبالَـهُ

وتوغَّلــوا, فاســتعمروا الخـضراءَ

خُـيِّرْتَ فـاخْتَرْتَ المبيـتَ على الطَّوَى

لــم تَبْــنِ جاهًــا, أَو تَلُـمَّ ثَـراءَ

إِنَّ البطولــةَ أَن تمـوتَ مـن الظَّمـا

ليس البطولـــةُ أَن تَعُــبَّ المــاءَ

والمسـلمون عـلى اخـتلافِ ديـارِهم

لا يملِكـون مـعَ الـمُصَـابِ عَـزاءَ

نبذة عن حياة الشاعر أبو القاسم الشابي

أبو القاسم الشابي (24 فبراير 19099 أكتوبر 1934م) شاعر تونسي من العصر الحديث ولد في بلدة توزر في تونس . هو شاعر الخضراء، بدأ تعلّمه في المدارس التقليدية “الكتاتيب” وهو في الخامسة من عمره، وأتمّ حفظ القرآن بكامله في سنّ التاسعة. ثم أخذ والده يعلّمه بنفسه أصول العربية ومبادئ العلوم الأخرى حتى بلغ الحادية عشرة. التحق بالكلية الزيتونية في 11 أكتوبر 1920 وتخرّج سنة 1928 نائلاً شهادة “التطويع” وهي أرفع شهاداتها الممنوحة في ذلك الحين. ثم التحق بمدرسة الحقوق التونسية وتخرج منها سنة 1930.

واصلت مجلّة “أبولو” المصرية نشر أشعاره بانتظام، فكان ذلك بداية الشّهرة.

دخل يوم 3 أكتوبر 1934 المستشفى الإيطالي بتونس العاصمة [مستشفى الحبيب ثامر]، وفيه توفّي بعد بضعة أيّام، يوم الثلاثاء 9 أكتوبر 1934

إذا الشّعْبُ  يَوْمَاً  أرَادَ الْحَيَـاةَ – أبو القاسم الشابي

إذا الشّعْبُ  يَوْمَاً  أرَادَ   الْحَيَـاةَ                   فَلا  بُدَّ  أنْ  يَسْتَجِيبَ   القَـدَر

وَلا بُـدَّ  لِلَّيـْلِ أنْ  يَنْجَلِــي                           وَلا  بُدَّ  للقَيْدِ  أَنْ   يَـنْكَسِـر

وَمَنْ  لَمْ  يُعَانِقْهُ  شَوْقُ  الْحَيَـاةِ        تَبَخَّـرَ  في  جَوِّهَـا   وَانْدَثَـر

فَوَيْلٌ  لِمَنْ  لَمْ   تَشُقْـهُ   الْحَيَاةُ                      مِنْ   صَفْعَـةِ  العَـدَم  المُنْتَصِر

كَذلِكَ  قَالَـتْ  لِـيَ  الكَائِنَاتُ                         وَحَدّثَنـي  رُوحُـهَا    المُسْتَتِر

وَدَمدَمَتِ   الرِّيحُ   بَيْنَ   الفِجَاجِ                   وَفَوْقَ  الجِبَال  وَتَحْتَ   الشَّجَر

إذَا مَا  طَمَحْـتُ  إلِـى  غَـايَةٍ                        رَكِبْتُ   الْمُنَى  وَنَسِيتُ   الحَذَر

وَلَمْ  أَتَجَنَّبْ  وُعُـورَ  الشِّعَـابِ                      وَلا كُبَّـةَ  اللَّهَـبِ   المُسْتَعِـر

وَمَنْ  لا  يُحِبّ  صُعُودَ  الجِبَـالِ                    يَعِشْ  أَبَدَ  الدَّهْرِ  بَيْنَ   الحُفَـر

فَعَجَّتْ  بِقَلْبِي   دِمَاءُ   الشَّبَـابِ        وَضَجَّتْ  بِصَدْرِي  رِيَاحٌ   أُخَر

وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ  الرُّعُودِ               وَعَزْفِ  الرِّيَاح  وَوَقْعِ  المَطَـر

وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ – لَمَّا  سَأَلْتُ :                  ” أَيَـا أُمُّ  هَلْ تَكْرَهِينَ  البَشَر؟”

“أُبَارِكُ  في  النَّاسِ  أَهْلَ  الطُّمُوحِ                وَمَنْ  يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ  الخَطَـر

وأَلْعَنُ  مَنْ  لا  يُمَاشِي  الزَّمَـانَ                    وَيَقْنَعُ  بِالعَيْـشِ  عَيْشِ  الحَجَر

هُوَ الكَوْنُ  حَيٌّ ، يُحِـبُّ  الحَيَاةَ                     وَيَحْتَقِرُ  الْمَيْتَ  مَهْمَا  كَـبُر

فَلا  الأُفْقُ  يَحْضُنُ  مَيْتَ  الطُّيُورِ                 وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر

وَلَـوْلا   أُمُومَةُ    قَلْبِي   الرَّؤُوم                    لَمَا ضَمَّتِ  المَيْتَ تِلْكَ  الحُفَـر

فَوَيْلٌ لِمَنْ  لَمْ  تَشُقْـهُ   الحَيَـاةُ                       مِنْ   لَعْنَةِ   العَـدَمِ   المُنْتَصِـر!”

وفي   لَيْلَةٍ   مِنْ   لَيَالِي  الخَرِيفِ                  مُثَقَّلَـةٍ  بِالأَسَـى   وَالضَّجَـر

سَكِرْتُ  بِهَا  مِنْ  ضِياءِ   النُّجُومِ                   وَغَنَّيْتُ  لِلْحُزْنِ   حَتَّى  سَكِـر

سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ  تُعِيدُ   الْحَيَاةُ                   لِمَا   أَذْبَلَتْـهُ   رَبِيعَ    العُمُـر؟

فَلَمْ   تَتَكَلَّمْ     شِفَـاهُ    الظَّلامِ                       وَلَمْ  تَتَرَنَّـمْ  عَذَارَى   السَّحَر

وَقَالَ  لِيَ  الْغَـابُ   في   رِقَّـةٍ                      مُحَبَّبـَةٍ  مِثْلَ  خَفْـقِ  الْوَتَـر

يَجِيءُ  الشِّتَاءُ  ،  شِتَاءُ   الضَّبَابِ                  شِتَاءُ  الثُّلُوجِ  ، شِتَاءُ  الْمَطَـر

فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ  الغُصُونِ                وَسِحْرُ  الزُّهُورِ   وَسِحْرُ  الثَّمَر

وَسِحْرُ  الْمَسَاءِ  الشَّجِيِّ   الوَدِيعِ                   وَسِحْرُ  الْمُرُوجِ  الشَّهِيّ  العَطِر

وَتَهْوِي    الْغُصُونُ     وَأَوْرَاقُـهَ                    وَأَزْهَـارُ  عَهْدٍ  حَبِيبٍ  نَضِـر

وَتَلْهُو  بِهَا  الرِّيحُ  في   كُلِّ   وَادٍ                  وَيَدْفنُـهَا  السَّيْـلُ  أنَّى  عَـبَر

وَيَفْنَى   الجَمِيعُ   كَحُلْمٍ   بَدِيـعٍ                      تَأَلَّـقَ  في  مُهْجَـةٍ   وَانْدَثَـر

وَتَبْقَى  البُـذُورُ  التي   حُمِّلَـتْ                      ذَخِيـرَةَ  عُمْرٍ  جَمِـيلٍ  غَـبَر

وَذِكْرَى  فُصُول ٍ ،  وَرُؤْيَا   حَيَاةٍ                  وَأَشْبَاح   دُنْيَا   تَلاشَتْ   زُمَـر

مُعَانِقَـةً  وَهْيَ  تَحْـتَ الضَّبَابِ                      وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ  الْمَدَر

لَطِيفَ  الحَيَـاةِ الذي  لا  يُمَـلُّ                      وَقَلْبَ  الرَّبِيعِ   الشَّذِيِّ   الخَضِر

وَحَالِمَـةً  بِأَغَـانِـي  الطُّيُـورِ                         وَعِطْرِ  الزُّهُورِ  وَطَعْمِ   الثَّمَـر

وَمَا  هُـوَ  إِلاَّ  كَخَفْـقِ  الجَنَاحِ                      حَتَّـى  نَمَا شَوْقُـهَا  وَانْتَصَـر

فصدّعت  الأرض  من    فوقـه                    وأبصرت الكون  عذب  الصور

وجـاءَ    الربيـعُ      بأنغامـه                       وأحلامـهِ  وصِبـاهُ   العطِـر

وقبلّـها   قبـلاً   في   الشفـاه                        تعيد  الشباب الذي  قد   غبـر

وقالَ  لَهَا : قد  مُنحـتِ   الحياةَ                     وخُلّدتِ  في  نسلكِ  الْمُدّخـر

وباركـكِ  النـورُ   فاستقبـلي                        شبابَ  الحياةِ  وخصبَ   العُمر

ومن  تعبـدُ  النـورَ   أحلامـهُ                       يباركهُ   النـورُ   أنّـى   ظَهر

إليك  الفضاء  ،  إليك  الضيـاء                    إليك  الثرى   الحالِمِ   الْمُزْدَهِر

إليك  الجمال  الذي   لا   يبيـد                     إليك  الوجود  الرحيب  النضر

فميدي كما  شئتِ  فوق  الحقول                   بِحلو  الثمار  وغـض الزهـر

وناجي  النسيم  وناجي  الغيـوم                    وناجي النجوم  وناجي  القمـر

وناجـي   الحيـاة   وأشواقـها                       وفتنـة هذا الوجـود  الأغـر

وشف  الدجى  عن  جمال عميقٍ                  يشب  الخيـال ويذكي   الفكر

ومُدَّ  عَلَى  الْكَوْنِ  سِحْرٌ  غَرِيبٌ                   يُصَـرِّفُهُ  سَـاحِـرٌ  مُقْـتَدِر

وَضَاءَتْ  شُمُوعُ النُّجُومِ  الوِضَاء                  وَضَاعَ  البَخُورُ  ، بَخُورُ   الزَّهَر

وَرَفْرَفَ   رُوحٌ   غَرِيبُ   الجَمَالِ                 بِأَجْنِحَـةٍ  مِنْ  ضِيَاءِ   الْقَمَـر

وَرَنَّ  نَشِيدُ   الْحَيَاةِ    الْمُقَـدَّسِ                     في  هَيْكَـلٍ حَالِمٍ  قَدْ  سُـحِر

وَأَعْلَنَ  في  الْكَوْنِ  أَنَّ   الطُّمُوحَ                  لَهِيبُ الْحَيَـاةِ  وَرُوحُ الظَّفَـر

إِذَا   طَمَحَتْ   لِلْحَيَاةِ    النُّفُوسُ                    فَلا  بُدَّ  أَنْ  يَسْتَجِيبَ  الْقَـدَرْ

هارون هاشم رشيد:

شاعر فلسطيني ولد في حارة الزيتون بمدينة غزة عام 1927م، كان الشاعر منذ البداية شاهداً على أحداث المأساة الفلسطينية ، ومؤرخاً لها، شهد تفجر المقاومة ضد الإنتداب، ورأى بأم عينيه الأطفال الذين يبتلعهم البحر الهائج حين كانت تنقلهم مراكب اللجوء إلى شاطئ غزة بعد أن اقتلعهم اليهود من مدنهم وقراهم وبياراتهم.

بدأ هارون هاشم رشيد كتابة الشعر مبكراً التصق منذ اللحظات الاولى بقضية اللاجئين وأصدر أكثر من 20 ديواناً ، ديوانه الأول (مع الغرباء) صدر عام 1954م ومن دواوينه عودة الغرباء، غزة على خط النار، أرض الثورات، حتى يعود شعبنا، الرجوع، يوميات الصمود، وردة على جبين القدس، المبحرون إلى يافا، غزة، غزة. وآخر دواوينه الشعرية ديوان (قصائد فلسطينية) صدر في عام 2002 بمناسبة اختيار عمان عاصمة للثقافة العربية.

كتب الشعر المسرحي، ومنها مسرحية (وطني عاد) ثم مسرحية (السؤال) وقدمها على المسرح كرم مطاوع وسهير المرشدي، وهي تتحدث عن عايدة سعد وهي أخت فلسطينية قامت بعملية بطولية حيث هاجمت دبابة اسرائيلية مليئة بالعساكر وعمرها 16سنة لتقتل كل من فيها، خرجت عايدة من الأسر ضمن عملية تبادل الأسرى، والآن تعيش في الإمارات، ثم كتب مسرحية “سقوط بارليف” التي عرضت على التلفزيون المصري في ذكرى العبور، وأكدت فيها ان شهداء خط بارليف هم الخطوة الأولى للقدس. ومن مسرحياته أيضاً جسر العودة وعصافير الشوك والقصر.

كتب الرواية الأولى في بداية الخمسينات وهي (دوامة الأعاصير) ودارت أحداثها حول سقوط حيفا، وفي أواخر الخمسينات كتب رواية (مولد عائد) التي تتحدث عن لحظات ميلاد إمرأة لاجئة في معسكر المغازي، وكان من المفروض تمثيلها سينمائياً لكن النسخة الأصلية ضاعت من المخرج المصري توفيق صالح.

سنرجع   يوماً – هارون هاشم رشيد

سنرجع   يوماً   الى  حينا

ونغرق  في دافئات المنى

سنرجع  مهما  يمر الزمان

وتنأى المسافات ما بيننا

فيا  قلب  مهلآ و لا ترتمي

على  درب  عودتنا  موهنا

يعز  علينا  غداً  أن تعود

رفوف  الطيور  و نحن هنا

هناك عند التلال تلال

تنام  و  تصحو على عهدنا

وناس هم الحب أيامهم

هدوء  انتظار  شجي  الغنا

ربوع مدى العين صفصافها

على كل ماء وهي فانحنى

تعب الظهيرات في ظلها

عبير  الهدوء و صفو الهنا

سنرجع   خبرني  العندليب

غداة  التقينا  على  منحنى

بأن  البلابل  لما   تزل

هناك    تعيش    بأشعارنا

وما زال بين تلال الحنين

وناس الحنين مكان لنا

فيا  قلب  كم  شردتنا رياح

تعال    سنرجع   هيا   بنا

بلاد العرب  – كلمات: فخري البارودي – ألحان: محمد فليفل

بلادُ العُربِ أوطاني                      منَ  الشّـامِ لبغدانِ

ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ                       إلى مِصـرَ فتطوانِ

فـلا حـدٌّ  يباعدُنا                          ولا ديـنٌ يفـرّقنا

لسان الضَّادِ يجمعُنا                      بغـسَّانٍ وعـدنانِ

بلادُ العُربِ أوطاني                      من  الشّـامِ لبغدانِ

ومن نجدٍ إلى يمـنٍ                       إلى مصـرَ فتطوانِ

لنا  مدنيّةٌ سَـلفَـتْ                         سنُحييها وإنْ دُثرَتْ

ولو في وجهنا وقفتْ                     دهاةُ الإنسِ و الجانِ

بلادُ العُربِ أوطاني                      منَ  الشّـامِ لبغدانِ

ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ                       إلى مِصـرَ فتطوانِ

فهبوا يا بني قومي                        إلى العـلياءِ بالعلمِ

و غنوا يا بني أُمّي                        بلادُ العُربِ أوطاني

بلادُ العُربِ أوطاني                      منَ  الشّـامِ لبغدانِ

ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ                       إلى مِصـرَ فتطوانِ

نحن الشباب – كلمات: الأخطل الصغير- ألحان: محمد فليفل

نحنُ الشـبابْ لنا الغـدُ

و مـجـدُهُ المُـخَـلَّـدُ

نحنُ الشـبابْ لنا الغـدُ

و مـجـدُهُ المُـخَـلَّـدُ

نحـنُ الشـبابْ

شـعارُنا على  الزّمَـنْ

عاشَ الوطنْ،عاشَ الوطنْ

بِعنا لـهُ يـومَ المِحَـنْ

أرواحَـنـا بِـلا ثـمـنْ

يـا وطـنـي عَدَاكَ ذَمْ

مثلُكَ مَـنْ يَـرْعَى الذِمَمْ

علّمتَنا كـيـفَ الشّـمَمْ

و كـيـفَ نقـهَرُ الألـمْ

نحـنُ الشـبابْ

نحنُ الشـبابْ لنا الغـدُ

و مـجـدُهُ المُـخَـلَّـدُ

نحنُ الشـبابْ لنا الغـدُ

و مـجـدُهُ المُـخَـلَّـدُ

نحـنُ الشـبابْ

السـفـحُ و الـجـداولُ

و الحـقـلُ و السـنابلُ

و مـا بـنـى الأوائـلُ

نـحـنُ  لـهُ مـعاقِـلُ

الـدِّيـنُ فـي قـلوبِنـا

والنـورُ فـي  عيونِنـا

و الحـقُّ فـي يمـينِنـا

والـنّـارُ في جَـبيـنِنا

نحـنُ الشـبابْ

لنـا الـعـراقُ والشـآمْ

والقدسُ والبيتُ الحـرامْ

نمشي على الموتِ الزؤامْ

إلى الأمامْ ، إلى الأمـامْ

نَـبْـنِـي و لا نَتّـكِـلُ

نَـفْنَـى ولا نَسْـتَسْـلِمُ

لـنَـا يَـدٌ والـعَـمَـلُ

لـنَـا غــدٌ و الأمـلُ

نحـنُ الشـبابْ

بكتب اسمك يا بلادى – إيلى شويري

بكتب اسمك يا بلادي … ع الشمس الـ ما بتغيب
لا مالي ولا ولادي … على حبك ما في حبيب
يا دار الأوفى دار … تلبقلك الأشعار
تبقي عالدايم مضوية … ومزروعة مجد وغار
ع البرج العالي … وقفوا الخيالة … والسيوف تلالي …وشمسك ما تغيب
لا مالي ولا ولادي
على حبك ما في حبيب..

لا لف الدنيا ودور … واقطع السبع بحور

وانده أيامك يا بلدي ترجع على أرض النور

ونعيد عيدك …. كل مواعيدك ….. بالخير تزيدك …. مواسم طيب

لا مالي ولا ولادي
على حبك ما في حبيب..

إعداد: أيمن الرمحي

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *