Qawmi

Just another WordPress site


خاص لائحة القومي العربي

أقيم في مجمع النقابات المهنية في عمان يوم السبت الموافق 17/8/2013 عند الساعة السادسة مساء حفل تأبين المناضل والمفكر القومي العربي ناجي علوش بمناسبة مرور عام على وفاته. ويأتي حفل التأبين السنوي هذا كمحاولة صغيرة لإعطاء الراحل في مماته شيئاً من حقه المعنوي الذي حاول دعاة التسوية والاستسلام، وأعداء الفكر القومي العربي، وخصوم المواقف الجذرية، إنكاره عليه في حياته. وقد نظمت هذا الحفل لائحة القومي العربي.


ابتدأ الحفل بإنشاد الحضور -الذي غصت به قاعة الزهراء بمجمع النقابات المهنية- نشيد موطني للشاعر العربي إبراهيم طوقان، وقد تألق عريف الحفل بشار شخاترة في التعريف بالفكر القومي العربي الجذري للراحل موضحاً أن القومية العربية حركة سياسية ثقافية تأتي لتصحيح مسار الأمة العربية التاريخي ولتحقيق أمال الشعب العربي في الوحدة والتحرر والتقدم. وقد بدأت أولى فقرات الحفل بعرض لفيلم وثائقي عن ناجي علوش في بعض محطات كفاحه.


تلا ذلك إلقاء جمال النمري المتحدث باسم حزب الوحدة الشعبية كلمته، والتي أكدت فيها ما قاله ابن الفقيد إبراهيم في أبيه، بأنه ” كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين”صدق الله العظيم، مفسراً ذلك في مطالعة ومناقشة أعمال ناجي علوش المتنوعة، مشيراً:” لقد ترك لنا ناجي علوش تراثاً غزيراً ولازالت أجيالنا الشابة تحتاجه ليس من أجل اجترار الماضي فحسب، ولكن من أجل رؤية المستقبل في آمال الكبار، باعتبار الوحدة والتحرير والاشتراكية أهدافاً ممكنة التحقيق والإيمان والعمل لإنجازها يبقى صائباً دائماً”.


ودعا النمري لإعادة طباعة أعمال ناجي علوش وتوزيعها على أكبر إطارات شبابية ممكنة، دعوته هذه كان قد حققها فعلاً المنظمون، حيث أعلن أعضاء لائحة القومي العربي عن تدشين موقعاُ الكترونياً جديداً يحوي كل ما يتعلق بالمناضل ناجي علوش، فقد تمّ تحميل 28 كتاباً للمناضل ناجي علوش على هذا الموقع، وليكون هذا الموقع أرشيفاً مهماُ لمن يسير على نهجه وللباحثين والمهتمين.  عنوان الموقع هو: www.najialloush.org


جدير بالذكر أن منظمي هذا الموقع قد طالبوا جميع من يمتلك نسخاً من كتب للراحل، وغير محملة على الموقع بالتواصل مع المنظمين من أجل الحصول على هذه الكتب وتحميلها على الموقع الإلكتروني لتعم الفائدة على جميع الباحثين سيما وأن للراحل أكثر من خمسين مؤلفاً لا يمتلك منظمي الموقع إلا 28 منها.


وخلال التأبين تلقى أهل ورفاق الفقيد برقية تعزية من المهندس عبد الحكيم عبد الناصر، ابن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، قال فيها:” من صميم جرح مصر النازف، ومن صميم إصرار الوطنية المصرية على التغيير الوطني الحقيقي واستعادة أمجاد مصر العظيمة، أوجه أصدق وأحر التحيات لجمعكم الكريم ولراحلنا الأكرم، راحل كل الأمة المقاوم الفلسطيني البطل الشاعر العربي الكبير ناجي علوش”.


وأكد في برقيته على ما قاله الزعيم جمال عبد الناصر:” إذا فرض علينا القتال فلن يفرض علينا أبداً الاستسلام.. سنقاتل.. سنقاتل.. ” وأشار إلى أن القومية العربية هي التي تقرر كل شيء.


وفي كلمة الشاعر هشام عودة، ممثل التيار القومي في رابطة الكتاب الأردنيين، أكدّ بأن هذا اللقاء لا يعتبره تأبيناً لروح الفقيد ناجي علوش، بل تأكيداً على حضوره بينهم، مناضلاً ومفكراً قومياً، وصاحب موقف ورؤية ورسالة، مبيناً:” تعرفت إليه مناضلاً ومثقفاً قبل ما يقرب من أربعين عاماً، عرفته واحداً من الكبار الذين أسهموا في صناعة الأحداث وواحد من الذين رسموا لجيلنا ملامح الطريق، وخلال كل هذه السنوات ظل أستاذنا ومعلمنا قابضاً على جمر مبادئه، منحازاً للأمة فكراً وقضيةً ورسالة وثقافة، وعندما كانت تختلط علينا الأمور، كانت بوصلة أبي إبراهيم هي المعيار الذي لا يخطئ”.


عيّن ناجي علوش عضواً في اللجنة الاستشارية العليا للتيار القومي في رابطة الكتاب الأردنيين بعد أن اختاره تلاميذه الذين زرع فيهم المبادئ القومية، فكان حاضراً في كل تفاصيل تأسيس التيار، وموجهاً ومرشداً، ولم يبخل علهم يوماً في ملاحظاته، وفق عودة، مؤكداً:” كنا في رابطة الكتاب الأردنيين نفخر أن من بين زملائنا في الرابطة ناجي علوش”.
وفي ختام كلمته، قال:” أيها الراحل الكبير.. نفتقدك في اللحظات التاريخية الحاسمة، لكننا نقول لك، نم قرير العين، فنحن على نهجك ماضون”.


أما كلمة اتحاد الشيوعيين الأردنيين، فقد ألقاها رئيسها سعود قبيلات، والذي أكد في كلمته أن ناجي علوش كان يتوخى دائماً خدمة أمته، وأنه كان يشارك بالحشد والتعبئة والتنظيم والقتال، وأن الراحل قد درس الماركسية بجهد فكريٍ مميز وكان يجهد نفسه بالبحث عن الحقائق، مما أتاح له تقديم بحوث عدة في تركيب الطبقات وصراع الطبقات في الوطن العربي. كما بين الروائي سعود قبيلات أن بوصلة الفقيد كانت واضحةً مناهضةً للإمبريالية ولكل أشكال الاستعمار، وذكّر بالموقف الحازم للراحل من الخطط التسووية التصفوية بحجة الواقعية السياسية عند المتساقطين.


وأشاد بالراحل الذي كان من القلة القليلة التي نبهت لحقيقة ما يجري بالشام، والحرب الإجرامية على سوريا ووحدتها واستقلالها ومناعتها منذ بدء ما يسمى بالربيع العربي، ونبه إلى أن الماكنة الجهنمية نفسها تعمل الآن ضد مصر.


رفيق درب ناجي علوش، الأستاذ رشاد أبو شاور، قال:” كان هاجس أبي إبراهيم في تشكيل جبهة ثقافية فلسطينية عربية، منذ أن أدرك الخلل بالخطاب السياسي الفلسطيني وبدايات الانحراف السياسي، لذلك عمل على أن يكون اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين جبهة ثقافية، وكان في الواجهة  دوماً، حتى بلغ الأمر بأن لوحق وحورب الاتحاد بل وحوصر بالسلاح ونحن في داخله، وظل أبو إبراهيم صلباً وقائداً للجبهة الثقافية التي تساقط منها بعض الناس الغير مأسوف عليهم”.


وأشار أبو شاور إلى جانب آخر من جوانب علوش، مبيناً “كان أبو إبراهيم مؤمناً بأن الشباب بالثورة الفلسطينية هم المستقبل، وحرص على نشر الوعي بينهم في المخيمات والجامعات، لذلك تشكلت علاقاته من بسطاء المخيمات وخريجي الجامعات، فكان نموذجاً للمفكر العضوي الثوري الميداني”.


وأكد أن علوش كان يكتب من خلفية قومية رصينة، ولم يكن أحد يعرف إن كان مسلماً أم مسيحياً.


ورثى أبو شاور في كلمته صديقه الصحفي الشهيد حنا مقبل، والأديب غسان كنفاني، ورسام الكاريكاتير ناجي العلي، وصديقه كمال ناصر، ودعا إلى إسقاط كل معاهدات السلام مع الكيان الصهيوني من كامب ديفيد، أوسلو و وادي عربة.


الأستاذ فايز شخاترة، ممثل المنتدى العربي، ذكّر بكلمته بمشروع كامبل-بانرمان عام 1907 الذي ظلّ طي السرية والكتمان، ولم يُسمح للصحف إلا بنشر مقتطفات منه، كان من أهمها ضرورة عمل الدول الإستعمارية على محاربة الوحدة العربية وابقاء الوطن العربي مجزأً ومتخلفاً، بإقامة كيان بشري غريب لفصل عرب آسيا عن عرب إفريقيا في فلسطين، وذلك لأن الشعب الذي يعيش في الوطن العربي هو أمة واحدة تتوافر له وحدة الدين والتاريخ واللغة، وكل مقومات التجمع والترابط فضلاً عن نزعاته الثورية وثرواته الطبيعية الكبيرة.  كل ذلك خوفاً من الوحدة العربية والتي ستوجه الضربة القاضية لتلك الإمبراطوريات القائمة.


كما قال الشخاترة في كلمته :” أؤكد بأن أبو إبراهيم في مذكراته غير المنشورة، كان يقترب من الأنظمة بمقدار اقترابها من أهداف الوحدة العربية والديمقراطية ومعاداة الإمبريالية والعداء المستمر للكيان الصهيوني، وأنه كان يحرص دائماً على عدم اعتبار الدول الكبرى مساندة للحرية والديمقراطية، ويرفض دعوتها أو قبول تدخلها بحجة حماية الحرية، وأنه كان يؤكد دائماً حريتنا وديمقراطيتنا يجب أن تأخذ بعين الاعتبار حاجات الشعب الأساسية، وأن تأخذ في اعتبارها حاجة الأمة لقيام الوحدة العربية والى تحقيق التحرر من الاستعمار والنفوذ الامبريالي ورفض استخدام دعوات الحرية والديمقراطية لتفكيك مجتمعاتنا .. كما يجري الآن”.


وحيّا الشاعر البيرزيتي أديب ناصر الراحل بقصيدةٍ لم يسمها رثاءً بل غِناءً بناجي علوش، نذكر منها الأبيات التالية:


حيّاً رحل.. بخطاه تسبقه إلى أمرٍ.. جلل.. وبدمعةٍ.. شهقت بأعلى الشوق.. للوطن الحزين
مدنٌ مدماةٌ.. وأقداسٌ تداسُ.. وخيمةٌ.. بغبارها العربي..
أدمن الطلل.. ووسادةٌ ما زال زعترها.. يهشمُ.. فوق تل


أما كلمة أهل الفقيد فقد ألقاها المفكر العروبي الأصيل إبراهيم علوش، والذي استهلها بالشكر للحضور لإسهامهم في إنجاح هذا النشاط، والذي يكرس فكر الراحل بالإسهام في مشروع الثقافة العربية الأصيلة، وقد لخصّ علوش ابيه من الناحية الانسانية في اختياره لقصديته “المهرة الجامحة”، ولخصة من الناحية الفكرية، قائلاً:” لو أردنا أن نلخص ناجي علوش فكراً، من مؤلفاته وحوارياته ومحاضراته ودراساته، لقلنا أن إسهامه في حقل الفكر القومي العربي تركز على ربطه بالمنهج العلمي، وقد كان بحسه القومي العالي منحازاً للطبقات الشعبية العربية وللإشتراكية منهجاً ونظاماً ومشروعاً”.


من خلال مقدمة ناجي علوش لديوان بدر شاكر السياب، ودراسته العميقة عن أبي الطيب المتنبي، يكمن تلخيص ناجي علوش كناقد أدبي، اذ تعكس دراساته هنا اعتزازه بالقديم، وتقديره للجديد المؤصل، وفق علوش، مضيفاً :” ولو أردنا أن نلخص ناجي علوش شاعراً، لقرأناه في دواوينه وقصائده التي ابتدأت عامودية لتصبح قصائد تفعيلة، لكن التي عبرت دوماً عن وجع القبيلة.”


وأكد علوش على موقف أبيه الواضح مع العراق قلباً وقالباً، و وقوفه مع ليبيا في مواجهة حلف الناتو وجرذانه، و مع سورية في مواجهة الحرب الكونية التي تشن عليها، ومع الدولة السورية والجيش السوري وأنه وقف حتى النفس الأخير مع الرئيس القومي العربي بشار الأسد.


وأشار الى أن ناجي علوش وقف من أعماق القلب مع كل المقاومات العربية، العراقية والفلسطينية واللبنانية، وأنه كان يفتخر بانتصارات المقاومة اللبنانية في العامين 2000 و2006 وبحزب الله، ويفتخر بسيد المقاومة حسن نصرالله.


وأضاف علوش:” ليكن واضحاً أننا خسرنا قائداً ومعلماً ومفكراً، لكننا كسبنا علماً وفكراً ومدرسة، مدرسة القوميين الجذريين التي يرفع لواءها اليوم كثيرٌ من المناضلين العرب، وعلى رأسهم شباب لائحة القومي العربي.”


وفي ختام كلمة الدكتور ابراهيم، ردّد بقلب عروبي نابض :” عاشت الأمة العربية حرة متحدة، عاشت فلسطين حرةً عربية، عاشت سورية، عاشت مصر، عاش العراق، عاش لبنان، عاشت تونس، عاشت الجزائر، عاش اليمن، عاشت عروبتنا في كل مكان “


تخللت كلمات المتحدثين هتافات ألقاها شباب لائحة القومي العربي تميزت بجذريتها، ورفض كل أشكال التسوية، والإشادة بخط المقاومة المسلحة، وخط الممانعة للدول المركزية العربية.


والجدير بالذّكر، فقد أكد جميع المتحدثين بأن ناجي علوش كان واضحاً في مواقفه السياسية، ضد كافة المفاوضات العبثية مع العدو الصهيوني، وبرز موقفة في فلسطين و العراق وليبيا وسوريا .. وأكدوا بأنه لو كان حياً لكان موقفه واضحاً مما يحدث في مصر حالياً.


للمشاركة على الفيسبوك:


https://www.facebook.com/media/set/?set=a.658534220825426.1073741840.419327771412740&type=3


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *