Qawmi

Just another WordPress site




طالب جميل/ لائحة القومي العربي
3/3/2015


إن النظرة القاصرة لدى الكثير من الشباب تجاه قضايانا القومية والإبتعاد عن الإهتمام بقضايا الأمة ليس بأي حال من الأحوال ظاهرة طبيعية، وهو بحاجة لمراجعة شاملة.  فانهماك الغالبية العظمى بتفاصيل حياتهم الإستهلاكية والتهافت على تعزيز السلوك الليبرالي لن يغير في واقع الحال شيئاً، وإن الإنشغال بوظيفة أو بعمل ما لا يعني عدم وجود بطالة متفشية على مستوى العمل من أجل قضايانا القومية.


إن تآكل مفهوم التضحية والعزوف عن التعاطي مع أي عمل يخدم المصلحة القومية للأمة، والسلبية واليأس والإستسلام وفقدان الرغبة بالعمل بهذا الإتجاه، لم يكن إلا نتيجة ممنهجة ومدروسة لمخرجات عمل كافة القوى الإستعمارية التي كانت ولا تزال لها مطامع في أرض وخيرات وطننا العربي، ولا تبدأ هذه القوى بالدولة العثمانية ولا تنتهي عند عصابات القتل والتكفير والإرهاب المدعومة من تلك القوى المعادية للامة.


لا تزال كل الأقطار العربية ضعيفة بفعل مشروع التجزئة ولا يزال حلم النهضة بعيد المنال والمراحل الأخرى من سايكس بيكو لا تزال قيد التنفيذ، لذلك فأي عمل داخل هذه الأقطار المجزئة يجب أن يكون منصباً نحو التخلص من التجزئة ومحاربة القطرية والعمل على أن تكون أمتنا العربية أمة واحدة موحدة تحت راية واحدة وعلم واحد.


نحتاج لعودة سريعة إلى ثوابتنا التي نعرفها جيداً ونغفل عنها بقصد أو بغير قصد، ونحتاج لتعزيز إيماننا بوحدة مصيرنا وللإدراك بأن مشاريع النهضة والتنمية وحلم السيادة والتخلص من التبعية لا تتحقق إلا إذا تحققت الوحدة حينها يأخذ الإستقلال شكله الحقيقي وتأخذ أمتنا العربية حيزها الحقيقي في هذا العالم.


إن الحدة في التعاطي مع أي دين أو طائفة لا يولد إلا البغضاء بين أبناء الأمة الواحدة ولا يخدم إلا أعدائها، علماً أن الدين لن يكون عائقاً في تحقيق آمالنا وأحلامنا عندما يتم التعامل معه بشكل طبيعي ولا يكون مبرراً للقتل والدمار أو لطغيان فئة على أخرى، لذلك فالحروب الطائفية والفتن والصراعات الجهوية والعشائرية ليست إلا عصي داخل دولاب الوحدة ولا تخدم إلا أعداء الأمة.


علينا أن نعي أن التسليم بالواقع الراهن يعني انتظار مزيد من الويلات والمصائب، ومزيد من التفتيت والإقتتال، ومزيد من البؤس واستمرار بقاء رقبة الأمة تحت سكين أعدائها، وبالتالي لا بدَ أن ننفض غبار اليأس وننخرط شيباً وشباباً بالعمل لمصلحة قضايانا القومية، فلا يمكن لأحلامنا أن تبقى مجمدة إلى أجل غير معلوم، لأن الوحدة حق لنا وهي مصيرنا المحتوم.



للمشاركة على الفيسبوك:






Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *