Qawmi

Just another WordPress site

[youtube=http://www.youtube.com/watch?v=qwZwNvFiD4c&feature=channel_page] 

untitlefd 

أعتقد أنهم كانوا بين سبعة وعشرة آلاف متظاهر اليوم. واعتقد أنه كان انتصاراً مؤزراً وتجمعاً لم تصل الرابية مثله منذ سبع سنوات

.
الأخوة المعسكرون في خيمة الاعتصام المجاور لمسجد الكالوتي حيث انطلقت تظاهرتنا اليوم كانوا ضد توجه القيام بمسيرة باتجاه السفارة الصهيونية القريبة في الرابية. وقالوا عملياً “الله معكم” لكن ابعدوا مسيرتكم عنا. لكم مسيرتكم ولنا اعتصامنا! وفي البداية حاولوا تشكيل سلسلة بشرية لمنع ذهاب الناس باتجاه المسيرة… للحفاظ على خيمة الاعتصام… في البداية.

 الأحزاب المرخصة كان كلٌ منها يغني على ليلاه في مهرجانات ومسيرات بعيدة جغرافياً، وبالتالي سياسيا، عن زبدة الموضوع، أي عن الرابية، إلا من رحم ربي من عناصرهم الشرفاء طبعاً. لكن الجسم الأساسي للمظاهرة كان بلا شك للمستقلين، وقد انعكس ذلك في ارتفاع سقف شعاراتها وحسها الكفاحي غير المدجن حزبياً.
يسقط العمل المرخص في الأردن، مقبرة كل حس نضالي حقيقي
ومع تزايد الجموع أكثر من توقعاتنا بكثير، بالرغم من الأطواق الأمنية المكثفة والاستعدادات الإرهابية – لأنها وضعت أساساً لترهيب المواطنين، ولثنيهم عن المجيء للمنطقة – تغير ميزان القوى على الأرض. في الأسبوع الماضي كنا بضعة مئات في البداية وتزايد العدد إلى ألف ونصف أو ألفين، أما اليوم، فقد بدأنا بضعة آلاف، وتلك ليست لقمة سائغة. وليست قلة يمكن طردها بسهولة، ولا الظرف السياسي يسهل التعامل العنيف مع المتظاهرين. ولو تواجد عشرون ألفاً من المستقلين من نفس العيار الكفاحي وزمرة الدم لوصلنا السفارة الصهيونية بالتأكيد.
أكرر الأطواق الأمنية كانت تتألف من آلاف عناصر الأمن العام والدرك (الملثمين) وقوات مكافحة الشعب (بالعين)، ولكن الظريف كان ذلك الطوق الرفيع من الحزبيين والنقابيينالمعارضين” الذين وضعوا أنفسهم بين المتظاهرين وبين الأمن العام… حريصون على الأمن، كما يقولون، ولكنهم موضوعياً كانوا طوقاً أخر يحمي السفارة الصهيونية، بغض النظر عن حسن النوايا، في حالة وجودها.
نذكر: كل من يقف بيننا وبين الصهاينة يكون …. (إملأ الفراغ). وبجميع الأحوال، ليس دور المناضلين الشرفاء أن يساعدوا قوى الأمن في مهمة ضبط الشارع في سعيه للوصول للسفارة الصهيونية.
استمرت التظاهرة ساعات. وقفنا في الطريق إلى السفارة ساعات، وكان ذلك إنجازاً حقيقياً، ليس فقط لإيصال رسالة حول غزة، بل لتغيير ميزان القوى مع النظام الذي يحمي السفارة الصهيونية، أي لتغيير ميزان القوى بين الشارع العربي وبين النظام الرسمي العربي، أي لفك الحصار عن غزة إستراتيجياً.
الشباب يريدون أن يصلوا السفارة، ولهذا أتوا، وليس ليكونوا في حالة وحدة مع قوى الأمن مثلاً.
نعم الشباب كانوا يحاولون السير باتجاه السفارة، فلهذا ذهبوا هناك أصلاً، فلماذا يحاول البعض ثنيهم عن ذاك الهدف؟!
شباب لائحة القومي العربي كانوا موجودين طبعاً، ومن أول الموجودين، لكن ليس وحدهم، وقد ساهموا بإطلاق التظاهرة، وفي ديمومتها وتصاعدها، وفي المواجهات اللاحقة، لكننا بالتأكيد لا ندعي المسؤولية عنها، لأن الشارع هو المسؤول عنها، رغم مشاركة عدد كبير من المجموعات الصغيرة فيها، وكل من يقول غير ذلك كذاب.
للأمانة، جاء عدد كبيرٌ من شباب الاعتصام من “خيمتنا الأولى” وشاركوا بالتظاهرة، لكن البعض الأخر أصر على لعب دور حاجز قبيل قوى الأمن.
وبالرغم من ذلك الحاجز، فإن الضرب والاستفزاز بدأ من قوى الأمن. الهجوم على المتظاهرين كان عنيفاً. لكن ليس أكثر من العادة، بل ربما أقل من العادة، ويتعجب المرء أحياناً مما يمكن أن يصبح بالنسبة له عادة… عشرات الجرحى وعشرات المعتقلين، لا فرق، هذا تعودنا عليه. بعض المعتقلين من شباب اللائحة الصغار بالمناسبة. لقد أبلوا بلاءً حسناً، لكن هذا أيضاً تعودنا عليه، ولكلِ امرئٍ من دهره ما تعودا… كما اعتدنا أن نسمع في شعر أبي الطيب المتنبي.
المشكلة كانت بالغاز… شخصياً كنت متعوداً على الوقوف بين ربع وثلث ساعة تحت سحب غاز المسيل للدموع في السابق، لكن الأسبوع الماضي واليوم لا يمكن للمرء الوقوف بضع ثوانٍ. فهذا الغاز ليس فقط مسيلٌ للدموع، بل من عوارضه شل التنفس، وحرق جلد الوجه. طبعاً عندما يتوقف الأوكسجين عن الدماغ يحدث الإغماء، ولذلك كانت هناك عشرات حالات الإغماء اليوم، حيث كان من المألوف أن ترى شاباً يركض أو شابة، ليسقط فجأة كالطود مغمياً عليه في الوحل أو بين أيدي زملائه. وخلال ذلك كانت قوات الأمن تطارد وتضرب وتفتح الرؤوس وتكسر الأيدي وتعتقل، واستمرت الاشتباكات بالحجارة، ثم انتقلت المطاردات إلى الأزقة المجاورة، وأصر جمعٌ على الوقوف في الشارع واستمروا بالهتاف، خلف خطوط رجال الأمن، وكان عددٌ كبيرٌ من هؤلاء من النساء والفتيات. تحدوا ووقفوا. تحدوا ووقفوا. تحدوا ووقفوا.
داخل المسجد اعتكف عشرات منا. الغاز لاحقنا، لكن ليس الأمن. فتاة دخلت مسرعة لتفقد وعيها على بعد مترين مني فجأة وتسقط على ضلوعها كشوالٍ من القمح. أسرع الشباب لنجدتها. حول الأعمدة داخل المسجد كنت ترى، حين ترى، شباباً مغمىً عليهم ذات اليمين وذات اليسار، بدون نظام محدد، ولا اتجاه إلا بوصلة القلب. ناشد الإمام عبر السماعات رجال الأمن أن يتوقفوا عن رمي الغاز، وأن يتيح لنا طريقاً للخروج، ثم طلب منا الخروج. خرجنا. وعندما وصلنا الشارع بدأ الضرب والاعتقال ورمي الغاز من جديد. التجئوا لخيمة الاعتصام فتأمنوا، قال البعض، دخلنا، الغاز يخنق. فضرب رجال الأمن قنابل غازٍ داخل الخيمة نفسها. الله أكبر على الظلم!
قرار الدفاع عن السفارة الصهيونية بهذا الشكل لا يمكن أن يكون قراراً وطنياً، فلا بد أنه كان قراراً غير محلي تنفذه أيادٍ محلية مقابل أجر معلوم… لكن هذا بات بديهياً الآن، كما أوضحنا في رسالة الأسبوع الماضي في لائحة القومي العربي.

هرب بعضنا إلى المسجد من جديد، وعندما خرجنا بعد انجلاء الغاز وقرار قوات الأمن السماح بإخراج الجرحى والمغمى عليهم، وجدنا المعارك بينهم وبين رماة الحجارة ما زالت مستمرة على أطراف المنطقة.
الإنجاز أن الشارع أوصل رسالة واضحة أن الاحتجاجات المنظمة حزبياً والمرخصة حكومياً وصمامات الأمان المسيطر عليها لا تمثل سقفه وليست مسارب آمنة للنظام الأردني. الشارع يريد إغلاق السفارة، وهذا أضعف الإيمان بالمناسبة. فواجبنا بالأساس هو واجب النصرة، بالمال والسلاح والمتطوعين والمؤن وما شابه، وبفك الضغط عن غزة، أما إغلاق السفارة فهو فقط لرد العار
عمان
9/1/2009
أخوكم إبراهيم علوش

ملاحظة: علمنا بعد كتابة هذه الرسالة مساء يوم 9/1/2009 أن خيمة الاعتصام قرب مسجد الكالوتي قد تمت إزالتها بالجرافات من قبل الأجهزة الأمنية. وهي خسارة فعلاً، فلم تفد كل “حكمةو”تعاون” القائمين عليها! وقد كانت الخيمة، قرب مسجد الكالوتي، إنجازاً حققه تحرك جماهيري في الأيام الأولى لمجازر غزة!

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *