Qawmi

Just another WordPress site



من 21/11/2015 إلى 29/1/2016

سلسلة دورية يشارك بإعدادها شبيبة لائحة القومي العربي:

وثقت هذه السلسلة على مدى عشرة أسابيع الانتهاكات الإعلامية لقناة (بي بي سي) عربي، والتي توصف في كثير من الأوساط بالحيادية والموضوعية، حيث تبين أن موقعها الذي سجل أكثر من /860/ انتهاكاً، منها ما يتعلق بمصادر الأخبار، ومنها ما يتعلق بالمصطلحات المستخدمة، وأخرى تتعلق بدقة المعلومات، يمكن أن يعتبر مثالاً على سقوط أسطورة ما يسمى “الإعلام المحايد”.

ومن المسلم به، أن سياسة أي وسيلة إعلامية إنما تحددها الجهة الممولة لها، أي لا يمكن أن تتبنى تلك الوسيلة سياسة تضر بمصالح مموليها، وفي هذه الحالة لا تشذ البي بي سي عن القاعدة، إذ يمكن لنا ببساطة أن نتوقع سياستها الإعلامية تجاه القضايا العربية مسبقاً، خاصةً إذا ما علمنا أن هذه القناة البريطانية، ممولة من قبل حكومة المملكة المتحدة، صاحبة التاريخ الطويل في العداء للعرب وأمتهم العربية.

إلا أن شبيبة لائحة القومي العربي، حرصت على توثيق هذه الانتهاكات بالأدلة والأرقام، مبتعدةً كل البعد عن الأحكام المسبقة، والاتهامات الجاهزة، فكان أن توزعت أبرز الانتهاكات على الشكل الآتي:


-من حيث مصادر الأخبار: بلغت /150/ انتهاكاً، حيث أورد الموقع /114/ خبراً استناداً لمصادر غير دقيقة أو غير موثوقة، و/36/ خبراً يفتقد لمصدر، أي يمكن تسميتها مزاعم.


هنا نذكر أبرز المصادر غير الموثوقة التي اعتمدت عليها القناة في بعض أخبارها، كأن تكون مصادر خارج أراضي الدولة التي يتناولها الخبر مثل (المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، مدونون…) أو يكون المصدر متحدثاً باسم جماعة إرهابية مثل (وكالة أعماق التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، متحدث باسم الجبهة الجنوبية، متحدث باسم الجيش الحر…)، أو مواطناً لا نملك أدنى فكرة عن مصداقية مزاعمه مثل (هبة أحد سكان مضايا، حسن مواطن من الرقة، عبد الوهاب أحمد، أحد رجال الأعمال المقربين من الأسد، شهود عيان…)، أو حتى مصادر ذات صفات مبهمة مثل (مقاتلون جرحى موالون للحكومة، شبكة نشطاء، مجموعات رصد، مجموعة مواطنين صحفيين…)


-من حيث دقة المعلومات: بلغ عدد المعلومات غير الدقيقة والمغلوطة /214/ معلومة.


هنا نذكر بعض أبرز المعلومات غير الدقيقة أو المغلوطة التي حاول الموقع تسويقها منخرطاً في ذلك بحملات تضليلية واضحة مثل (التشكيك بالحملة الجوية الروسية بزعم أنها تقتل مدنيين، مزاعم استخدام الجيش العربي السوري للسلاح الكيماوي في الغوطة، مجاعة مضايا المزعومة، تبرير الإرهاب في سورية بزعم أنه رد فعل على “قمع الاحتجاجات السلمية”، تبرير العدوان السعودي على اليمن بزعم أنه تدخل لاستعادة الشرعية، تبرير الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة بزعم أنه رد فعل على “موجة الطعن والدهس الفلسطينية”…)


-من حيث المصطلحات المستخدمة: تجاوز الموقع في هذا الصدد /535/ انتهاكاً.


هنا نذكر المصطلحات التي سوقها الموقع والتي عدا عن كونها انتهاكات إعلامية، هي انتهاكات سياسية وتاريخية وأخلاقية على حد سواء.


في سورية، تركزت على الجيش العربي السوري فكان وصفه (قوات نظام الأسد، قوات الحكومية السورية، القوات الموالية للحكومة، قوات الأسد…)، وكان وصف الإرهابيين فيها، وهم الذين يستهدفون المدنيين العزل والممتلكات العامة والخاصة على أنهم (المتمردون، المتطرفون، المعارضة المعتدلة، قوات المعارضة المدعومة من الغرب، متشددون، “أحرار الشام” و”وجيش الإسلام” و”جبهة النصرة” و”تنظيم الدولة الإسلامية” مجموعات معارضة…) مع أن المعارضة في أي بلد بالعالم هي مصطلح سياسي لا عسكري، أما الإرهاب الذي يستنزف البلاد منذ خمس سنوات فهو مبرر باعتباره (حرباً أهلية انزلقت إليها البلاد بعد قمع الاحتجاجات، انتفاضة، ثورة، صراع، نزاع سوري، حركة احتجاجية…) وليس حرباً مدعومة غربياً وأمريكياً على سورية كما ترى البي بي سي، في حين تسمي الجمهورية العربية السورية ونظامها السياسي (نظام الأسد، النظام السوري، نظام الرئيس، بشار الأسد ونظامه…).


في فلسطين المحتلة، تركزت المصطلحات على تجاهل المقاومة الشعبية للعرب الفلسطينيين ضد الاحتلال الصهيوني المستمر منذ 67 عاماً، بادعاء أنها (أحداث عنف متبادل، توتر بين المسلمين واليهود، اضطرابات، موجة الطعن والدهس، موجة العنف…) وفي هذا تبرير واضح للإرهاب الصهيوني اليومي بحق الشعب العربي الفلسطيني، وفي سياق التزوير التاريخي المتعمد، يصر الموقع على استخدام مصطلحات (إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة) بدلاً من فلسطين المحتلة، ذلك أن فلسطين كلها أرض محتلة من البحر إلى النهر، لا جزءاً منها فقط.


وفي اليمن، بررت المصطلحات المستخدمة العدوان السعودي على هذا البلد، بزعم أنه (تدخل لاستعادة الحكومة الشرعية، حملة ضد المتمردين، حملة عسكرية ضد الحوثيين…) أو أنه تحالف “عربي”، علماً أنه عدوان سعودي موصوف على دولة عضو في الأمم المتحدة، يستهدفها دولةً وشعباً دون تمييز.


أما مصطلح “الإرهاب” فلم يكن يذكر إلا في الأخبار المتعلقة بالغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وهو في الوطن العربي مجرد “تشدد إسلامي، تطرف، عنف جهادي، أو معارضة…)، ولعل ازدواجية المعايير هذه بالنسبة لتسمية الإرهاب والإرهابيين تعكس النفاق الواضح للبي بي سي وأمثالها من وسائل التضليل الإعلامية.




للمشاركة على الفيسبوك:

https://www.facebook.com/Qawmi




Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *