Qawmi

Just another WordPress site

لم يكن عدد المشاركين في مسيرة الرابية اليوم بحجم عدد المشاركين الأسبوع الماضي، ربما بسبب عدم وجود تغطية مباشرة للجزيرة، على حد علمي، للمسيرة.  بجميع الأحوال كانت المسيرة ناجحة، لأن الرسالة وصلت عبر القناة الأصح: طريق السفارة “الإسرائيلية” في الرابية.  وقد اشترك فيها عدة آلاف، بينما قرر الملتقى الوطني للأحزاب والنقابات تنفيس الغضب الجماهيري في موضع أخر، بمسيرة أخرى، من مسجد صلاح الدين في الدوار الرابع باتجاه سفارة الاتحاد الأوروبي… ليبعثوا برسالة “شديدة” إلى رئاسة الاتحاد الأوروبي!

 لكن الحق يقال بأن مسيرتنا اليوم شاركت فيها شبيبة من الاتجاه الإسلامي في بعض الجامعات الأردنية، ومن حزب الوحدة (الجبهة الشعبية)، ومن حزب البعث، وحتى من حركة فتح (عرفات)، وغيرهم…

 تحية لكل المشاركين، ولكل رفاق الدرب من جميع الاتجاهات، وبالأخص لكل المستقلين الذين يتحركون بوحي غزة بلا حسابات…  والذين يعكس هتافهم غزة، أكثر مما يعكس فصيلهم الحزبي.  بجميع الأحوال، يا حبذا لو تأخذ الأحزاب والقوى المنظمة قراراً جدياً بالمشاركة في مسيرات الرابية.  فطاقة الحركة الإسلامية أكثر من بضع مئات مثلاً، مع أننا نقدر كل شاب وشابة شارك وشاركت في مسيرة اليوم، بغض النظر عن يافطته الحزبية.  ونقف له احتراماً، لكن تعيين مسيرة باتجاه سفارة الاتحاد الأوروبي بعيد صلاة الجمعة يبقى عملاً تنفيسياً، إن لم نقل تخريبياً.  والاتجاه الصحيح يبقى طريق السفارة “الإسرائيلية”، لأن هذا أهم مكان احتجاج في الأردن في هذه اللحظة السياسية.

 اليوم لم نتعرض للغاز… فقط للضرب بالعصي، العادية والكهربائية، ومن رأي كاتب هذه السطور أن “القناوي” أسهل بكثير من الغاز، بعد أن تعرض اليوم ل”حفلة” ضرب بالعصي من ثلة من الأمن العام.  والغريب أن هذا حدث وأنا أغادر، لكنهم لم يعجبهم أنني كنت أسير بدلاً من الركض، فقالوا “أسرع”، ولما لم أسرع بدأت الحفلة…  وأنا بخير الآن ولم تقع كسور أو جروح، فقط بعض رضوض وكدمات ليست شيئاً ذي بال مقارنة بغيري، وأردت فقط أن أضعكم في صورة الحدث.

 البعض لم يكن محظوظاً لهذه الدرجة، وقد وقع كثيرٌ من الجرحى اليوم، ومن المعتقلين.  والهجوم جاء من رجال الأمن بعد صلاة الظهر وانخفاض عدد الواقفين أمام دوار الاتصالات، على طريق السفارة “الإسرائيلية”، ويجب أن نتعلم أن نبقى معاً أو أن نغادر معاً، كما تعلمنا هذه المرة أن تكون الصلاة في الشارع كي لا تقل أعدادنا، حتى والجامع يبعد أمتاراً.  ومن الواضح أن الهجوم يبدأ عندما يقل عدد المتظاهرين.

 وكانت قوات الأمن العام والدرك تحاول تدريجياً وعلى مراحل دفع المتظاهرين بعيداً، حتى انقضت عليهم في النهاية شر انقضاض، لكن بدون غاز أعصاب…

 

وباستثناء الاشتباك الأخير، الحامي جداً، والذي امتد إلى مناطق بعيدة، لم تكن ثمة اشتباكات حامية، لولا بعض الموجات البشرية والتدافع المألوف على طريق الرابية..  والذي انتهى بتقهقر المتظاهرين إلى الخلف، إلى دوار الاتصالات.

 قوات الدرك الملثمة المتوزعة على أسطح العمارات المجاورة لم تطلق علينا الغاز كما توقعنا. 

 وكانت هناك حشود أمنية كبيرة منذ الصباح الباكر في المنطقة، لكن الشباب والشابات أتوا زرافات ووحدانا، بالرغم من ذلك، سرنا بالعلم الأردني لنرفعه على السفارة، حتى وصلنا الحواجز الحديدية على الطريق، وقد أزالها المتظاهرون، وتقدموا، فواجهتهم ارتال من الأمن العام وقوات الدرك المدججين.  وبقينا عدة ساعات بين الظهر والعصر وبعده…

 وفي الشد والجذب تراجعنا إلى دوار الاتصالات، حتى جاء الانقضاض الأخير…

 المهم الآن أن أحد المحامين المشاركين في المسيرة اليوم أخبرني أن رئاسة نقابة المحامين الأردنيين لم تتفاعل مع مشكلة عشرات المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية، لأنها أميل على ما يبدو للمسيرات المرخصة بعيداً عن الرابية، مثل مسيرة الدوار الرابع، “شديدة اللهجة”، باتجاه سفارة الاتحاد الأوروبي.

 اعتقال… أم لا اعتقال… جروح أم لا جروح… غاز أم لا غاز… هذا لا شيء أمام ما يعانيه أهلنا في غزة…

 

الدعاء لا يكفي!  فلنرفع علم الأردن فوق سفارة العدو الصهيوني في الرابية…

 

 

default

قوات الأمن هي من بدأ الهجوم على المتظاهرين

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *