Qawmi

Just another WordPress site

25115053_1958827164134509_1441074423_n

تلقت لائحة القومي العربي نبأ اغتيال الرئيس علي عبدالله صالح ببالغ الصدمة والإدانة، ولما رافق عملية الاغتيال الغادرة من ملابسات سبقتها وتلتها، فإن لائحة القومي العربي تستنكر بأشد العبارات جريمة اغتيال الرئيس صالح.

لقد ترافقت جريمة اغتيال الشهيد علي عبدالله صالح، في جو من الاستقطاب الدولي والإقليمي، مع تصاعد حدة الصراع في اليمن بين المحور الرجعي العربي بقيادة العربية السعودية وخلفياتها الأمريكية والصهيونية مع محور مقاومة العدوان والذي كان حزب المؤتمر الشعبي العام أحد أهم اقطابه بقيادة الشهيد علي عبدالله صالح.

ونؤكد أن من قام بهذا العمل الغادر لا يدرك خطورة الإقدام عليه وأنه يصب في خدمة العدوان على اليمن العربي، ويعزز بأثر رجعي ذرائع دول العدوان على اليمن باستهدافه نتيجة لأسباب طائفية، ويفتح باب صراعات قبلية لا تنتهي، ويعيد طلاء الصراع في الإقليم باللون الطائفي المقيت، ونؤكد بذات الوقت أن مظاهر التشفي لا تمت إلى أخلاق أمتنا ولا تتفق مع منهج الإسلام الذي يدعيه من اقدم على مثل هذا الفعل المشين.

تؤكد لائحة القومي العربي على أن اليمن كان وسيبقى عربياً، وأنه منبع العروبة ومِسكُها، وأن توريط اليمن في صيغٍ طائفية أو دفعه نحو المحور الرجعي بقيادة السعودية مرفوض تماماً، وأن تورط الجهة التي اغتالت الشهيد علي عبدالله صالح يعزز من فرص الانفصاليين وفرص العدوان على اليمن ببث الفرقة بين أبنائه، مما يبقي مشهد المستقبل مفتوحاً على الحرب الأهلية، وليس من الحكمة التعاطي مع الخلاف على السلطة والنفوذ مع حزب المؤتمر الشعبي العام بفك الشراكة معه بتصعيد الوضع إلى هذا الحد التناحري إذا ما رفض التهميش أو الإلحاق، وأن الخلاف يجب أن يبقى تحت جناح الوطن حتى لا يترك جبهة مقاومة العدوان مكشوفةً دون غطاء وطني وقومي حقيقي مما يعكس قصر نظر ورعونة منفذي جريمة الاغتيال.

لا يفوتنا التأكيد، في ظل التجاذبات التي تجتاح وطننا وأمتنا، على أن الغائب الحاضر هو المشروع القومي الوحدوي الجذري، وأن كافة المشاريع الأخرى تبقى رهينة سقفها الذي ارتضته سواء كان إقليمياً أم دينياً طائفياً، ونضيف أن مخرج اليمن وأمتنا العربية يتمثل بتبني المشروع القومي العربي، وأنه القاسم المشترك العابر للطوائف والمناطق والأعراق بين أبناء الامة وتحت سقفه يمكن استيعاب كافة التوجهات. 

وفي تحليل الموقف سياسياً نضيف أنه لا بد، عند تحليل أي حدث سياسي، من الأخذ بعين الاعتبار “اللحظة التاريخية” التي جاء ضمنها، فقد يختلف تقييم نفس الفعل في لحظتين زمنيتين منفصلتين مختلفتين.

فاتخاذ موقف من فاجعة اغتيال الزعيم علي عبد الله صالح لا يتمحور حول تقييم الرجل والنبش في تاريخه وتاريخ صراعه مع خصومه بل يجب أن يبنى الموقف أساساً حول نقطتين هامتين:

1- ما الذي يمثله علي عبد الله صالح اليوم في المعادلة اليمنية؟                    

2- من المستفيد من تصفيته؟

يعلم الحوثيون قبل غيرهم أن اصطفاف الشهيد ضد عدوان آل سعود في الحرب الأخيرة على اليمن قد اضفى مشروعية سياسية وشعبية على عملية الانقلاب التي قادوها ضد العميل “هادي”.

فاصطفاف المؤتمريين إلى جانب جماعة أنصار الله أعطى صورة لمن في الداخل والخارج مفادها أن اليمن بكل مكوناته ينتفض على هيمنة آل سعود، وقد قام الزعيم صالح فعليا بتفنيد حجة الموقف القائل بأن اليمن يواجه مخطط “تفريس” وهيمنة الايرانية.

كما يحسب للزعيم صالح سحبه للبساط من تحت أقدام الطائفية ورعاتها ونقل المعركة من سياق “الحرب السنية-الشيعية” التي أرادتها الرجعية العربية إلى سياق حرب يمنية ضد طغيان آل سعود، فمن يواجههم ليست طائفة بعينها وانما السواد الأعظم من الشعب تحت يافطة المؤتمر والجيش اليمني وجماعة أنصار الله.

وجود المؤتمر في المشهد السياسي كان الضمانة الوحيدة لاستقرار اليمن والجبهة المناهضة للعدوان فيه، خاصة أن مشروع الحوثيين السياسي ليس عابراً لحدود الطائفة للأسف فهو منحصر في فئة محدودة لها مرجعية دينية مذهبية خاصة بها تمنعها من طرح أرضية جامعة لعموم اليمنيين ولا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تحكم اليمن إلا بطرح مشروع سياسي عابر لحدود الطائفة حتى ولو كانوا الطرف الأكثر تنظيماً الذي يمتلك من العدة العسكرية ما يمتلك.  ولا يختلف منصفان حول مكانة الزعيم صالح لدى قطاعات واسعة من الشعب اليمني، ليس كونه رئيساً سابقاً فحسب، بل باعتباره زعيم أحد أكبر الأحزاب السياسية وأكثرها شعبية ويظهر ذلك من خلال قدرته على التحشيد والتعبئة الميدانية كما ظهر ذلك جليا في المليونية التي دعا إليها في صنعاء قبل أشهر، بالاضافة إلى المكانة المحترمة التي يحتلها في صفوف العسكريين.

بعيداً عن محاولات النبش في تاريخ الرجل للانتقاص منه، فللزعيم ما له من مواقف رجولية وعروبية تحسب له وعليه ما عليه من أخطاء ارتكبت في الماضي شأنه شأن غيره من الزعماء، فالموقف من اغتياله يحتم علينا أن نستند إلى بوصلتنا القومية الجذرية التي لا تخيب وهي تقصي مصلحة الأمة العربية في كل لحظة تاريخية بكل تجرد وموضوعية وبعيداً عن الانفعال العاطفي.

يبدو جلياً أن خبرة الحوثيين في الممارسة ضعيفة خاصة فيما يتعلق بادارة الأحلاف والصراع، فأبسط أبجديات التحالف هي تغليب نقاط الإلتقاء مع الحليف مهما اختلفنا معه عند مواجهة عدو مشترك وتخفيض سقف التوتر حتى لا ينهار التحالف زمن العدوان، كما تبدو فكرة التفرد بالسلطة مسيطرة على أذهان أنصار الله بدل محاول الحصول على شرعية متينة عبر إشراك المخالف في إدارة المعركة والمرحلة لا سيما اذا كان له وزنٌ سياسيٌ لا يستهان به يمكن الاستفادة منه في تغليب موازين القوى.

وكتقييم أولي يبدو أن للحوثيين تقديراتهم الخاصة للحظة التاريخية التي يمر بها اليمن وأمتنا العربية تختلف جذرياً عن تقديراتنا، فمن الواضح من عملية وتوقيت الاستهداف أنهم اعتبروها فرصة ملائمة لتصفية عدو الأمس والتشفي منه وفرصة لإزاحة منافس اليوم للتفرد بالمشهد السياسي، وعندما نتحدث عن تصفية المنافس فان هذا الوصف يتجاوز الزعيم علي عبد الله صالح بل هي تصفية للمؤتمر ككل، ولدوره، ويظهر ذلك جليا في اغتيال الرجل الثاني في المؤتمر عارف الزوكا وقياديين آخرين، إذ لم يقتصر الأمر على صالح فحسب.

في الختام يهمنا أن نحيط جماهير شعبنا العربي علماً بموقفنا في لائحة القومي العربي من حادثة اغتيال الزعيم علي عبد الله صالح، وتعبر لائحة القومي العربي عن:

1- أن أي حادث وأي مصاب يصيب معسكر حلفائنا وأي صراعات داخلية مهما كانت دموية لن تحرف بوصلتنا عن التناقض الرئيسي لأمتنا العربية مع الامبريالية والرجعيات العربية وعلى رأسها مهلكة آل سعود.

2- نعتبر الطرح الذي كان يمثله الشهيد علي عبد الله صالح الوسط غير الطائفي بين نقيضين مذهبيين وطرحين سياسيين دينيين أولهما وهابي والثاني شيعي، وبالتالي فاننا نعتبره لعب دور صمام أمان في وجه تحول الصراع إلى فتنة طائفية طاحنة، وعملية اغتياله هي محاولة اغتيال للسلم الأهلي وللتوازن السياسي وبالتالي فإننا ندين عملية اغتياله بأشد العبارات ونعتبرها نقطة سوداء في صفحة جماعة الحوثي بعد أن حازوا على تعاطف شعبي عربي واسع من مناهضي آل سعود قبل حادثة الاغتيال، ونعتبرها جريمة قد تؤدي إلى انزلاق اليمن في متاهات وصراعات جانبية تصب في جيب أعداء الأمة بعد أن كاد النصر على العدوان أن يتحقق.

3- نبدي تخوفنا من تحول عملية اغتيال الزعيم إلى دافع لكل من ليس مواليا للحوثيين ومعاد لآل سعود إلى أحضان السعودية كردة فعل على اغتيال الزعيم وتحت عناوين التصدي للهيمنة الايرانية على اليمن، وهو أمر مرفوض قطعاً وغير مبرر.

4- نؤكد على تمسكنا بعروبة اليمن وعلى ضرورة لم الصف اليمني والتعالي على كل الجراح مهما كانت كبيرة فوحدة اليمن أكبر من الجميع وهذا ما كان يردده الزعيم صالح دائماً وضرورة توجيه القوى صوب آل سعود وأن لا ينجر إخواننا في اليمن خلف صراعات جانبية تأخذ طابعاً مسلحاً في الوقت الذي لا يتوانى فيه آل سعود عن قصف وتجويع وتشريد اليمنيين.

الرحمة للزعيم علي عبد الله صالح ولكل شهداء اليمن والأمة العربية!

الخزي والعار للمجرمين قتلة الشهيد علي عبد صالح وأفراد عائلته وقيادات حزب المؤتمر!

الخزي والعار لآل سعود وعملائهم وأعداء العروبة!

النصر لليمن في حرب الكرامة التي يسطرها رجاله في وجه قوى البغي والعدوان!

للمشاركة على فيسبوك:

https://www.facebook.com/Qawmi

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *