Qawmi

Just another WordPress site

 

MIDEAST-PALESTINIAN-ISRAEL-GAZA-CONFLICT

إن عملية غزو وتدمير غزة عملية كبيرة ودامية، ولكنها طبيعية بالنسبة لسياسة العدو الصهيوني، والسياسة العدوانية الأمريكية.  وهي تأتي ضمن سياق السياسة الصهيونية منذ 1917، رغم كل الحوارات التي دارت، والآمال الخادعة التي أعطتها اتفاقية أوسلو، والمبادرات السلمية التي سمعنا بها. 

   

 ولقد أعطى هذا الهجوم العدواني الصهيوني بامتياز عدداً من الدروس والعبر على الصعيدين العربي والدولي.

 أول هذه الدروس أن الجماهير العربية جاهزة للاستجابة، رغم عدم وجود أطر وتنظيمات تحركها.  وأن هذه الاستجابة العربية ظهرت بقوة رغم أن هذا الهجوم جاء بعد الانهيار الذي حدث في العراق، ونجاح السياسة الأمريكية في احتلال العراق وتدميره وتسليمه لقوى معادية للعروبة، وللنضال القومي.

 والاستجابة الشعبية العربية لا تعني الوقوف مع الفلسطينيين فقط، بل هي وقوف مع المقاومة، وإعلانٌ للعداء السافر للعدو الصهيوني.

 ثاني هذه الدروس أن النظام العربي عاجزٌ ومستسلم وأنه غير مستعد للتجاوب مع الجماهير، بل هو يتحداها، ويعجز عن فتح معبر مثل معبر رفح، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين، من المقاتلين والشعب.

 ثالث هذه الدروس أن لفلسطين وللمقاومة رأي عام مؤيد حتى في أوروبا، وهذا ما أظهرته المظاهرات وعملية التضامن مع المقاومة.  ولأول مرة تواجه دولة العدو الصهيوني حملات مثل الحملات التي شهدنا على أجهزة التلفزة العربية، وخاصة “الجزيرة”، وإن الجماهير العربية بمظاهراتها أسهمت في كشف عجز النظام العربي وتواطئه…

 أليس ملفتاً للنظر أن نرى اجتماع وزراء الخارجية العرب، بعد ستة أيام من العدوان، لا يأتي بأي قرار متجاوب مع موقف الجماهير، أو يلبي حاجات الذين يخوضون المعركة؟!

 رابع هذه الدروس أن إصرار حماس وغزة على المواجهة، ورفض الاستسلام، رغم كل ما حصل من التدمير والقتل، وقدرة حماس وقوى المقاومة على مواصلة الرد على العدوان، هو درسٌ لكل المستسلمين وللعدو الصهيوني، وأن الفلسطينيين ليسوا شعب هجرة، كما كانوا سنة 1948، بل هم شعب صمود ومقاومة وبسالة.

 إن على المقاومة الفلسطينية أن تدرس المعركة تفصيلياً، وأن تتعلم من الدروس، وأن تخطط للاستفادة عربياً ودولياً من المد الذي خلقته المواجهة، وأن تنظم العلاقات مع قوى المواجهة الدولية من أوروبا إلى أمريكا الشمالية والجنوبية إلى أفريقيا وآسيا وكل مكان من العالم.

 وفي أول رد فعلٍ صهيوني، كما ذكرت الجزيرة في نشرة من نشراتها، كتب كاتب صهيوني مقالاً جاء فيه أن موقف الجماهير العربية، كما عكسته الجزيرة، يظهر أن الجماهير العربية ليست مع السلام!  والكاتب المذكور لا يفرق للتضليل ما بين السلام والعدوان… وإذا كان السلام الصهيوني كما رأيناه في غزة، وهو كذلك، “سلام إفناء”، فيجب أن يقاوم لا أن يرفض فقط..

 وعلى هامش عملية غزة أيضاً لا بد أيضاً من عددٍ من الملاحظات:

 – الملاحظة (1):  أن الحديث العشوائي عن الخلافات الفلسطينية يُضر ولا يفيد.  إن للخلافات في الساحة الفلسطينية تاريخٌ طويلٌ يلمسه ويراه كل من يقرأ التاريخ الفلسطيني الحديث.  وأنا لست مع الخلاف.  ولكني قرأته وكتبته في كتب…

 وقد تعمق ذلك الخلاف وبرز بقوة خلال ثورة ال36 بين تيار رئيسي مقاتل بقيادة الحاد أمين الحسيني، وتيار يميل للتساوق مع الإنجليز و”الإسرائيليين”.

 والخلاف الحالي ليس جديداً، فقد بدأ خلاف شعبي واسع مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، منذ بدأ الحديث عن “الحل السياسي المرحلي”، والتوجه للولايات المتحدة.

 والخلاف الحالي ليس خلافاً على مناصب أو مواقع، إنه خلافٌ بين من يجيد رمي الصواريخ، ومن يرى قصف الصواريخ لعب أطفال.

 وعليه، فإن أي تفاهم فلسطيني يستلزم العودة إلى الخط الأمامي: خط القتال مع العدو الصهيوني، وخط الحذر من السياسة الأمريكية والأوروبية.

 – الملاحظة (2): لقد أدت عملية الاستنهاض الكبرى التي أطلقتها مقاومة العدوان إلى أمرين: الأول، تعميق وتعظيم عروبة القضية الفلسطينية، الثاني، تجديد الروح النضالية في الضفة، بعد كل التخريب الذي صنعته سياسات السلطة الفلسطينية في الأرض المحتلة والمخيمات.

 – الملاحظة (3): أن عملية الاستنهاض جددت جمهور القضية الفلسطينية في الشرق والغرب والجنوب والشمال عبر الكرة الأرضية برمتها.

 – الملاحظة (4): إن عملية التسييس التي أدت إليها عملية الاستنهاض الكبرى، أعادت إلى الواجهة الموقف المعادي من الولايات المتحدة الأمريكية.

 – الملاحظة (5): يجب أن تعطى السفارات الأمريكية نفس القدر من الاحتجاج مثل سفارات الدول المشاركة بالعدوان غزة أو المشاركة بحصارها، فالولايات المتحدة حامية الكيان الصهيوني ومسلحته ونصيرته وممولته، ولذلك فإنها جزءٌ لا يتجزأ عملية العدوان على غزة.

– الملاحظة (6): إن موقف ما يسمى “الشرعية الدولية” ليس مفاجئاً، فالتحكم الأمريكي بمجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة جعلنا لا نتوقع خيراً منهما، وهو ما يفرض علينا أن نتعامل معهما بأسلوب أخر، أقله التهديد بالانسحاب منهما ودعوة الدول التي لها ارتباطات مع الوطن العربي والعالم الإسلامي إلى الانسحاب منهما، ليظلا للكيان الصهيوني وللولايات المتحدة الأمريكية. 

إن ما فعله الكيان الصهيوني يتطلب مراجعة الموقف منه على المستوى الرسمي أيضاً، ليحل شعار المقاطعة، ومحاكمة قادتها كمجرمي حرب، بدلاً من سياسة المبادرة العربية والتواصل والحرص على ما يسمى السلام.

 

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *