Qawmi

Just another WordPress site

turk

 

فليعذرني الأخوة والأخوات الذين لا أشاركهم حماستهم لما قام به أردوغان في دافوس

 

والمقياس هنا ليس ما قام أو ما لم يقم به عمرو موسى، بل ضرورة قراءة الدور التركي في الإقليم بشكل موضوعي

 

وإذا كنا سنتحمس لما قام به أردوغان في دافوس، يجب أن نتحمس بنفس المقدار أو أكثر للنواب العرب في الكنيست الصهيوني مثلاً، أو في البرلمانات العميلة في العراق والصومال، أو في المؤتمرات التطبيعية أو الممولة أجنبياً، تحت عنوان أنهم يطرحون “وجهة نظرناأيضاً

 

ولا أعرف بنفس المقدار سر الحماسة لانتخاب شيخ شريف شيخ أحمد رئيساً للصومال على أساس صفقة مع الاحتلال ضد حركة شباب المجاهدين بالمناسبة؟!!

 

منتدى دافوس هو ملتقى مدراء الشركات متعدية الحدود، فهو مقطورة العولمة، وهو منبر صهيوني بامتياز، وبعد احتلال العراق تبنى مباشرة مشروع “الشرق أوسطية” من خلال مؤتمره الأول في الأردن 

 

وهو منتدى صهيوني وإمبريالي حتى النخاع، وهو لب القيادة التنفيذية لرأس المال المالي الدولي (الإمبريالية) الذي يحكم دول الغرب

 

فذهاب أي شخص إلى منتدى مثل منتدى دافوس، إذا كان ضد الصهيونية والإمبريالية فعلاً، يذكرني بنظرية بعض القساوسة الإنجيليين في الولايات المتحدة حول ضرورة “هداية” مومسات الليل للطريق القويم عن الطريق الذهاب لأماكن عملهن مباشرة

 

ماذا كان يفعل أردوغان بالضبط في منتدى دافوس بالضبط إن كان حساساً لوجود الصهاينة هناك لهذه الدرجة؟

 

والأهم، ما هو النهج العام للدولة التركية في ظل عبدالله غول وأردوغان وحزبه سوى الاستمرار بأعلى مستويات التعامل الأمني والعسكري والتجاري والديبلوماسي مع العدو الصهيوني في الوقت الذي يعيدون فيه إنتاج لعبة الأنظمة العربية في “إدانة” الصهيونية وممارساتها في الوقت الذي يستمر التعاون الحثيث معها؟

 

قبل أيام قام وزير الخارجية التركية باباجان بنص حماس بالتخلي عن العمل المسلح والتحول إلى العمل السلمي، وقد نقلت ذلك التصريح وسائل الإعلام

 

وبالرغم من النبرة العالية رفضت الحكومة الحالية في تركيا تجميد المعاهدة الإستراتيجية مع العدو الصهيوني والعلاقات الديبلوماسية، فإلى متى نستمر بشراء التصريحات المجانية بدلاً من مراقبة الممارسات العملية

 

الحكومة التركية تقول أن الوقت غير مناسب لقطع العلاقات مع العدو الصهيوني، أهلاً!!!

 

وحتى يقومون بقطع تلك العلاقات ستبقى هذه الازدواجية أمراً مشبوهاً

 

وهو نفس ما نقوله للأنظمة العربية: اقطعوا العلاقات مع العدو الصهيوني كي نصدق أنكم وطنيون 

 

وقبل ذلك، لا تشبعونا خطابات وتصريحات رجاء 

 

والأنظمة العربية مجرمة ليس فقط لأنها تتهاون مع العدو الصهيوني، بل لأن تقاعسها ترك فراغاً إستراتيجياً في الإقليم يمكن أن تلعب فيه تركيا وإيران

 

وتركيا تريد أن تنافس إيران على الإقليم، ربما بالتنسيق مع الطرف الأمريكي-الصهيوني

ولا يقلل ذلك ابداً من أن شعبها المسلم متضامن مع القضية الفلسطينية، وهنا يدخل الحساب الانتخابي الداخلي في تركيا على الخط

المهم، إيران تعاونت مع الولايات المتحدة لشطب العراق وأفغانستان، ثم تبنت خطاباً تحررياً في فلسطين ولبنان، فشقت الشارع العربي كعادتها… فلم لا تمارس تركيا لعبة مماثلة لتحصين السنة من “النفوذ الفارسي” ولوضع موطئ قدم لاستعادة إمبراطوريتها الطورانية القديمة تحت شعار إسلامي في الوقت الذي يستمر فيه التحالف مع الطرف الأمريكي-الصهيوني؟!!

الأخوة الأعزاء، إن خلاصنا فينا، فلا تبحثوا عنه في أي مكان أخر

وما دامت العلاقات مع الطرف الأمريكي-الصهيوني مستمرة على أرفع المستويات، فإن ما جرى لا يعدو عن كونه مسرحية إعلامية يجري توظيفها سياسياً 

ولا يعني ذلك أن الكيان الصهيوني يعجبه أن تتحول تركيا من تابع إلى قطب إقليمي، أكثر مما يعجبه أن تتحول إيران من تابع إلى قطب إقليمي، فالتناقض هنا حقيقي، ولكنه ليس تناقضاً مبدئياً، ونحن نبقى الغنائم في جميع الأحوال

والمقارنة ليست بين أردوغان وعمرو موسى: هل كان أيٌ منكم لأن يرضى أن يجلس في دافوس ابتداءً إلى جانب بيريز؟

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *