Qawmi

Just another WordPress site

 

 dsc00455

../ سليمان أبو ارشيد 

تمر الذكرى السنوية الأولى لرحيل الحكيم وغزة ما زالت تلعق جراح أبنائها، وتدفن شهداءها وتنهض لتواجه العدوان السياسي مترامي ومستحكم الأطراف الذي شكل فيه من شكلوا في السابق رأس حربة في المقاومة فلسطينياً وعربياً يشكلون اليوم خنجراً مسموماً يراد به ذبح المقاومة وتركيعها سياسياً بعد أن فشلت آلة الحرب الإسرائيلية وجرائمها من تركيعها عسكرياً، وأقصد بهذه الأطراف الطغمة الفاسدة التي تسيطر على م. ت.ف والسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس والنظام المصري الذي حيد في كامب ديفيد عن ساحة المواجهة في عهد السادات وانتقل إلى معسكر أصدقاء إسرائيل في عهد الرئيس حسني مبارك.مؤسف وغير مقنع وغير مبرر هو موقف اليسار الفلسطيني، وأقصد تحديداً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي ما زالت رغم انفضاح وانكشاف طابق الطغمة الفاسدة التي تسيطر على السلطة وعلى م.ت.ف تنضوى تحت هذا الإطار، وتتأتى في مواقفها بعد هذا الفرز الواضح الذي أحدثه عدوان غزة بين نهج المقاومة ونهج المساومة والتواطؤ مع العدوان، وهي تختار عملياً ببقائها في إطار م.ت.ف التي يرأسها محمود عباس إعطاء الشرعية لنهج الأخير رغم انكشاف طبته وظهوره سافراً خلال العدوان وبعده كأسوأ نظام عربي بل هو أسوأ من أسوأ نظام عربي وعلى يمين النظام المصري.ماذا تنتظرون يا أبناء وأحفاد الحكيم؟ وبماذا تمحصون وإن لم تكن سيرة الحكيم الذي إنشق عن م.ت.ف في ظروف أقل وطأة بكثير عام 74 بسبب النقاط العشر التي ألمحت إلى الاعتراف بإسرائيل وأسس جبهة الرفض؟ وعام 85 وأسس جبهة الإنقاذ؟ أو يحتاج دم بهذا الوضوح إلى معجم طبقي لكي يفهمه، ثم عن أي وحدة وطنية وما هي الغاية من مثل هذه الوحدة التي أصبح اليوم يتباكي عليها حسني مبارك وأبو مازن وحتى إسرائيل وتهدف أول ما تهدف إلى إعادة الطغمة الفاسدة إلى غزة لتنعم بأموال الإعمار، وثانياً توضع كشرط مسبق لوقف إطلاق النار والتهدئة وفتح المعابر وفك الحصار عن غزة الجريحة، وذلك بهدف واضح هو إنجاز ما فشلت إسرائيل بإنجازه رغم عشرات آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ التي تلقتها رؤوس أطفال غزة وشيوخها ونسائها وحجرها وشجرها.وحدة وطنية مع من؟ وعلى أي أساس؟ ومنذ متى تقدسون الوحدة الوطنية وم.ت.ف دون النظر إلى أطرافها وإلى مرتكزاتها؟ ألم تبقى فصائل العمل الوطني خارج م.ت.ف حتى عام 67 والتحقت بها الشعبية بعد أحداث الــ 70؟ ألم تشق الجبهة الشعبية م.ت.ف عام 74 لأنها رأت أن الأهداف أكثر تقديساً من الغطاء ثم عادت وشقتها عام 85 لنفس الأسباب؟ ومن قال إن الأطر قوالب مقدسة؟يجب التمسك بها حتى بعد أن تأكد لنا تحويلها من حركة تحرر وطني إلى حركة مفاوضات عبثية يتم إستغلالها كرأس حربة لضرب المقاومة وإجهاضها. ثم من قال إن وحدة الأرض مقدسة هي الأخرى؟ ومن قال إن غزة والضفة الغربية يجب أن تبقى “كياناً سياسياً” واحداً؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *